16 سبتمبر 2025

تسجيل

فوضى حروب الطوائف العراقية المهلكة

17 يونيو 2015

وسط أكوام الخراب في مدن غربي وشمال العراق، ومن بين أصوات الانفجارات وشعارات الثأر الطائفية وعمليات النهب والسرقة المحتدمة تحت مبررات انتقامية وعلى أسس طائفية رثة، تحتدم في الجنوب العراقي حاليا إرهاصات متجددة لصراعات وحروب طائفية متنقلة ذات طعم خاص تتعلق بصراعات بين فرق وجماعات طائفية انتعشت في ظل أجواء التخلف والعدمية التي تضرب العراق اليوم من أقصاه لأقصاه!، وهي صراعات سياسية محضة يحاول البعض تغليفها بأغشية واهية من العقيدة والفكر، في الجنوب العراقي اليوم تذمر واسع من سوء خدمات الدولة وترديها لدرجة الانعدام رغم الأحوال الأمنية المستقرة هناك وعدم وصول معارك (داعش والغبراء) لتخومها، رغم أن أهل تلك المدن هم من يدفع الأثمان والخسائر البشرية لتلكم الحروب المشتعلة!، هنالك توتر ملحوظ في شوارع المدن الجنوبية يخفي طبيعة السيناريو القادم من الحروب المؤجلة حاليا، فليس سرا أن جنوب العراق عانى منذ 2005 من انبثاق وظهور مجاميع دينية وطائفية مسلحة غامضة وتردد شعارات غريبة وتدعو لحروب بينية بين أبناء الطائفة الواحدة لا بل إن الأمر تطور في ظل الفراغ السياسي والأمني الرهيب لمحاولات السيطرة التامة على المدن الشيعية المقدسة في العراق كالنجف وكربلاء وسامراء بل والقضاء على المرجعية الشيعية وتصفيتها!! وهو ما أدخل العراق في معارك شهيرة شاركت بها القوات الأمريكية قبل انسحابها وتمخضت عام 2006 في مقتل المئات من أنصار ما يسمى بجماعة (جند السماء)!! وهي جماعة دينية غامضة تدعي بإدعاءات طائفية معينة وقتل منهم المئات في مواجهات منطقة (الزركة) قرب النجف قبل أن تنحسر مؤقتا ثم لتعود حاليا بقوة مهددة بمواجهات جديدة، وغني عن الذكر إن الجنوب العراقي يعج بحركات وجماعات دينية وطائفية وعصابات مسلحة حاولت تأسيس كياناتها الخاصة بعيدا عن سلطة الدولة المتراخية، وكانت أحداث ما يسمى بـ(صولة الفرسان) في محافظة البصرة عام 2008 بين الجيش والدولة وتلكم العصابات الطائفية التي كادت تودي بحياة رئيس الحكومة السابق نوري المالكي الذي حوصر في القصور الرئاسية في البصرة قبل أن يتم إخماد تلكم الهوجة وإعادة فرض سيطرة الدولة وتأمين النظام العام، أما اليوم وفي ظل حالة التعبئة والحشد الطائفية التي وصلت لقمتها بعد فتوى الجهاد الكفائي إثر انهيار الجيش العراقي في الموصل عام 2014 وتمدد تنظيم الدولة لحافات بغداد الغربية والجنوبية، وتدخل الحرس الثوري الإيراني لإشغال الفراغ والمشاركة القيادية في إدارة تنظيم ميليشيات الحشد من خلال الاستعانة بالقادة العراقيين القدماء الذين عملوا في المشروع التبشيري والاستخباري الإيراني منذ ثمانينيات القرن الماضي، فإن تجدد تلك التنظيمات وإعادة ظهورها من جديد بات أمرا يقلق الشارع الجنوبي العراقي خصوصا جماعة (محمد بن الحسن اليماني) التي تدعي بأنها الممهدة لظهور المهدي المنتظر وحملاتها الإعلامية المكثفة حول (اليوم الموعود)!! وهي مصطلحات لها في الفكر الطائفي الغيبي السائد في العراق معان عديدة لسيناريوهات عنف ومواجهة طائفية قادمة لا محالة، العراق مشتعل في الغرب والشمال، وفي الجنوب تطبخ على نار هادئة الساحة لمواجهات حتمية قادمة في ظل حقيقة تقزم الدولة وانهيارها وخضوعها لعصابات وجماعات طائفية مسلحة لا تمتلك برنامجا وطنيا حقيقيا للإصلاح الشامل، بل إن كل عدتها وعديدها شعارات طائفية وروايات خرافية، وسيناريوهات مغرقة في الغيبية ولا علاقة لها بحقائق الواقع المعاش!!. العراق ينتقل من فشل لفشل وسيكون صيف هذا العام من أشد الفصول سخونة في تاريخه فمنه ومن خلاله قد ترسم خارطة جديدة للعراق.!سقوط الدولة أمام الجماعات الطائفية والغيبية بأجنداتها الكارثية لا تعني سوى الكارثة الحتمية!.