15 سبتمبر 2025
تسجيلكنت ومازلت أؤمن أن مشاركة النعم التي يقدمها لنا الله مع غيرنا تجعل السعادة تتضاعف وتصل إلينا كلنا، وكانت فكرة التبرع بالأعضاء تدور في بالي لفترة طويلة، كنت أبحث فيها عن كل التفاصيل والإجابات للكثير من الأسئلة التي كانت تشغلني، وفي الشهر الماضي قررت التسجيل رسمياً في قائمة المتبرعين للأعضاء بعد الموت، وشعرت بعد ذلك اليوم أن هذا القرار من أفضل القرارات التي اتخذتها في حياتي، فالآن أشعر بالسعادة لأنني لو عشت غداً فسوف تكون فرصة رائعة لي في الحياة، وإذا مت غداً فسوف تكون فرصة رائعة لغيري في الحياة، وفي كل الحالات أنا راضية جداً بما يُخبئه القدر لنا.قرأت في أحد الأخبار الصحفية قبل عدة شهور أن الدكتور رياض فاضل مدير مركز قطر للتبرع بالأعضاء "هبة" يقول "نحن في حاجة إلى المزيد من الأشخاص الذين يدركون أن التبرع بالأعضاء هو عمل إنساني مهم جداً وخطوة ضرورية لتحقيق اكتفاء ذاتي في دولة قطر من ناحية توفر عدد كاف من المتبرعين يتناسب مع عدد المرضى المحتاجين لعمليات زراعة الأعضاء".فمجتمعنا الجميل فيه كل الخير والحب والعطاء لأفراد المجتمع، فنرى الكرم المتبادل بين الجميع ونلاحظ التكاتف لمساعدة الغير، ولو تكاتفنا جميعاً للتبرع بأعضائنا لغيرنا عندما نموت "بعد عمر طويل"، فسنستطيع إنقاذ الكثير من المرضى الذين قد يفقدون حياتهم لحاجتهم إلى عضو لا يتوفر لديهم. عندما يموت الشخص العادي، سيندفن وتندفن أعضائه معه .. ولكن عندما يموت الشخص المتبرع بالأعضاء فسوف تعيش أعضائه في أجساد من هم كانوا قريبين من الموت جداً، وأصبحوا أقرب إلى الحياة بفضل الله وكرم المتبرع ونبله. أكثر شيء كنت أخشاه قبل اتخاذي هو القرار .. هو أن تصل "الواسطة" إلى التبرع بالأعضاء، ولكن بعد بحوث طويلة عرفت أن أعضاء المتبرعين سوف تُقدم للمرضى حسب الأولوية والحاجة. أكدت اتفاقية الدوحة للتبرع بالأعضاء أنها تحرص على العدالة والمساواة والتوزيع العادل للأعضاء على المرضى بمختلف جنسياتهم، وكانت سمو الشيخة موزا بنت ناصر المسند من أول المسجلين في قائمة المتبرعين عند افتتاح مركز "هبة" للتبرع بالأعضاء. هناك الكثير من الشباب القطري والعربي المهتمين بالتبرع، ولكن منعهم عن ذلك عدم قبول أهاليهم بتبرع أبنائهم لأعضائهم بعد الموت، وأتمنى منهم الإطلاع والقراءة أكثر فالمتبرع بأعضائه، سوف يشعر بإحساس جميل في حياته، فلا يوجد أجمل من أن تنبض قلوبنا في أجساد غيرنا، حتى بعد مفارقتنا للحياة .. وأختم مقالي بجملة أمي الحبيبة بعد مناقشتنا لهذا الموضوع والتي قالت فيها: "إن المتبرع بماله إنسان كريم، والمتبرع بأعضائه هو إنسان نبيل"