30 أكتوبر 2025
تسجيلالشخص الإعلامي الذي امتهن هذه المهنة هو الذي يعيش حياة من حوله سواء كانوا هؤلاء من المشاهدين أو المستمعين أو القراء يعرف جيدا ماذا يقدم لهم ومتى وكيف هنا يظهر ذكاء الإعلامي المهني لأنه يعمل على ترجمة ما يراه والجديد الذي يقدمه ولابد وأن يمتلك القدرة على حسن الاختيار والوقت الذي يقدمه فيه فالوقت عامل هام جدا في إطار الإعلام الناجح المتميز وقد أعجبني حقا اختيار المسؤولين بإذاعة قطر بتقديم شخصية عربية كان لها وزن كبير في نقل الموسيقى والغناء إلى الأندلس وكان هذا الشخص أسطورة حقا ليس في الموسيقى فقط أو الغناء إنما كان معلما لهم ومجددا لهم في مختلف أوجه الحياة الحضارية في الأندلس إضافة إلى تعليم هؤلاء الغرب كيفية اختيار الألوان في الفصول الأربعة وطريقة تقديم الأكلات المختلفة إن ذكاء إدارة الإذاعة في تقديم مسلسل في 30 حلقة عن زرياب عمل يستحق الشكر والتقدير لأن زرياب تلميذ إسحاق الموصلي الذي تفوق على أستاذه فغار وحقد أستاذه عليه بعدما أثنى هارون الرشيد على غناء زرياب وشغفه به مما جعل الموصلي يفرض على زرياب إما أن يختفي عن بغداد ويرحل وإما يوشي به ويدخله السجن مما دعا زرياب إلى الترحال حتى استقر في الأندلس وقدم لهم الكثير فأسس معهدا لتعليم فنون الغناء والموسيقى وكان قد اخترع الوتر الخامس ونقل كل فنون الموسيقى وضروب الغناء وأوجه الحياة الحضارية التي كان أهل المشارقة ينعمون بها إلى الأندلس وكان حقا من أهم عوامل التواصل بين مشرق العالم الإسلامي ومغربه في ذلك الوقت لذا أحيي كاتبه المؤلف الكبير دكتور محمد بشير صفار وأبطاله ندى بسيوني وخالد الذهبي وكثيرون من الذين شاركوا في انجاز هذا العمل الفني الذي قررت الاذاعة إذاعته في شهر رمضان المبارك كعمل جد متميز كان من حسن حظي أني استمعت إلى حلقاته وحضرت تسجيله الشكر مرة أخرى لمن يسعى جاهدا في تقديم المفيد والمجدي للمستمع والمشاهد ..... بدلا من أعمال أصبحت لا تجدي ولا تفيد بقدر ما تسقط في بئر النسيان حينما نرى البعض لا هم له إلا تقديم مسلسلات الرقص والتسالي ونحن على أبواب شهر المغفرة والرحمة.... اللهم ارحمنا من هؤلاء واهدهم إلى صراط مستقيم.