10 سبتمبر 2025

تسجيل

حالنا مع الليل

17 يونيو 2012

قال تعالى "وجعلنا الليل لباسا وجعلنا النهار معاشا" صدق الله العظيم، وقال تعالى (أَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ) [النمل 86]..فهاتان الايتان لهما دلالة قاطعة على ان الليل ما اوجده الله تعالى الا لحاجة الانسان الى الراحة والسكينة والهدوء، فلماذا خالفنا نظام الكون بطريقتنا؟ للأسف الشديد اصبحنا نعاند آيات الله تعالى وقلبنا معنى الليل فجعلناه سهراً الى صلاة الفجر، وعلى ماذا نسهر (هل على تلاوة ايات الله تعالى حيث ينزل الله الى السماء الدنيا ويسأل من له حاجة اعطيه، ومن يستغفرني اغفر له...الخ هذا الحديث الشريف، ام قضينا الليل في الصلاة والتهجد بين الركوع والسجود نعترف بقصورنا امام الله، للاسف الشديد أبعدتنا الدنيا وملذاتها عن لذة منجاة الله في هذا الوقت العظيم، أصبحنا نسهر على امور تافهات كتفاهة عقولنا (البلاك بيري — المحادثات التي لا تخلو من (الحش) في فلان — مشاهدة البرامج والمسلسلات التي لا معنى لها...الخ )، ما الذي جمعناه من ثواب السهر لا شيء، بل والله اوشكت حسنات يومنا ان تطير بمجرد قولنا فلان عمل ذلك، وعمل كذا وكذا، احاديث لا تغني ولا تسمن من جوع، لا فائدة لوقتنا والوقت من اهم الامور التي ان ضاعت فلا رجعة لها، لذلك يقول الحسن البصري رحمه الله: 'كل يوم تشرق فيه شمس ينادي هذا اليوم أنا يوم جديد وعلى عملك شهيد فاغتنمني فإني لا أعود إلى يوم القيامة'. ها هو الليل قد انتهى وشد رحاله واقبل الفجر وسمعنا (الله اكبر) يرفع على مسامعنا الاذان، والكسل مع النعاس يرسمان اللوحة الفاشلة على وجوهنا، ويا للاسف اننا اضعنا اثمن الوقت حينما كان الله ينادي من له حاجة فاعطيه (خسارة اننا اضعنا الثواني بلا نفع وبلا فائدة). اشرقت الشمس ووزعت اشعتها على ارجاء الكون، وصاحبنا جعل الليل سهراً والنهار نوماً، ضاعت عليه بركات اليوم، لم يجن اي منفعة لذاته، دفن صلاة الظهر تحت (حجة) النوم، وضاع منه اجر صلاة الجماعة، ولا يبالي بل لا يشعر بالندم والاسى ويكرر الجدول ذاته كل يوم والسؤال (الى متى لا تعتبر؟). خطأ اعتبره ما سأذكره في هذه السطور واسأل الله ان لا يكون كلامي رياءً (جدتي وصلت من العمر الشيء الكثير، نومها قليل، ذكرها وتهجدها في كل ليلة يزيد، قراءتها لكتاب الله مستمرة الى ان تشرق الشمس ثم تنام بضع ساعات، اجل سهرت الليل ولكن فيما يرضى الله تعالى، وان وجدنا حالها ساقسم بالله انها افضل منا صحةُ ونوراً واشراقاً نجده في وجهها )، ذكري لها في السطور ليس الا لنرى اننا في عمر الزهور ولكن لم نفعل شيئاً يرضى الله، لم نستعد لنحمل هم صلاة الليل وذكر الله يوم نُحمل على الاكتاف، وهناك حديث يحمل معنى( ان من قام من الليل وذكر الله انار الله له قبره) هذه الدنيا والتكنولوجيا ابعدتنا عن خالقنا، تباً لنا كم نحن غافلون، ولكن الى متى سيظل الحال هكذا؟ أسأل الله العافية لي ولكم. لحظة: جمعت اثر قيام الليل وهدر الوقت فيما لا ينفع لانهما بالنسبة لي من اهم الامور التي لابد ان اجعل تركيزي التام في استغلالهما استغلالاً يليق بمقامهما. نصيحة: لكل من يسهر الى اذان الفجر تحت سيطرة الشيطان، (راجع نفسك قبل فوات الاوان فان الوقت يحمل لك سؤالا فاعد له اطيب جواب).