16 سبتمبر 2025

تسجيل

إسرائيل معزولة دولياً وهذا هو منعرج النصر

17 مايو 2021

من كان يتصور قبل أسابيع أن مشهد الصراع القديم بين حق الشعب الفلسطيني وباطل الاحتلال الإسرائيلي سوف ينقلب 180 درجة؟ من كان يتوقع منذ أيام قليلة أن زهو العدو المحتل بإنجاز "تطبيعاته مع بعض العرب برعاية ترامب وجاريد كوشنير" سوف يتحول إلى مرارة الانعزال عربيا ودوليا وأمريكيا؟ لأن الرأي العام العالمي سئم العدوان تلو العدوان، كما سئم نفس الرأي العام في السبعينات مراوغات دولة التمييز العنصري في جنوب أفريقيا، حين تم عزل تلك الدولة العنصرية من قبل الجميع بلا استثناء وجاء الشعب هناك بمباركة واشنطن وموسكو وبيجين برجل مناضل من سجنه (نلسون مانديلا) ليرأس جمهورية جديدة أصبحت اليوم منارة لحقوق الإنسان وللتعايش العادل بين البيض والسود ومثلا أعلى للتعايش بين الأعراق والأديان. هذه هي طريق إسرائيل في محطتها اليمينية المتطرفة الأخيرة مع بنيامين نتنياهو والتي عولت من جديد، كما كانت منذ سبعين عاما تزيد على أربعة عقائد تكتيكية اعتقدت أنها ستحميها إلى الأبد وهي: 1) قوة عسكرية متفوقة على جيرانها العرب والمسلمين بالتكنولوجيا المتطورة الممنوعة على العرب. 2) بروباغندا عالمية رهيبة ومكلفة قدمتها في صورة الحمل الديمقراطي الوديع وسط قطيع من الذئاب الاستبدادية المتناحرة فيما بينها، وهي طريقة للابتزاز الرسمي حين قطع بعض الحكام علاقتهم بإرادة شعوبهم، وحين أحس حكام الغرب بفداحة مسؤولياتهم في اضطهاد اليهود والمشاركة الإجرامية في محرقتهم، فأرادوا التكفير عن ذنوبهم تلك بإعطاء أرض فلسطين التاريخية لشتات اليهود الذن جاؤوا من كافة دول الأرض ولا يعرف أغلبهم أين تقع فلسطين على خريطة الشرق الأوسط وكان وعد بلفور. 3) غياب الوحدة الفلسطينية التي خططت الصهيونية لتقطيع أوصالها جغرافيا وأوصال شعبها دينيا وأيديولوجيا حتى تصبح الدولة الفلسطينية في عداد المستحيلات سياسيا وهو مما يدفن نهائيا حل الدولتين المشروع والمتفق عليه دوليا وأمميا. 4) عدم الاعتراف بالقانون الدولي والضرب بقرارات الأمم المتحدة والشرعية الدولية عرض حائط المبكى، ولعلمكم فقد صدر ضد إسرائيل منذ الخامس من يونيه حزيران 1967 أكثر من 72 قرارا يدينها من مجلس الأمن ومن الجمعية العامة ومن المنظمات الأممية المتخصصة (اليونسكو 7 قرارات. اليونيسيف 12 قرارا. منظمة حقوق الإنسان بجنيف 31 قرارا. وقريبا محكمة الجنايات الدولية بلاهاي بعد أن أعلنت أحقيتها في تتبع جرائم الحرب الإسرائيلية جنائيا)، وهو ما اضطر الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة (يوثانت) أن يطلق على الدولة العبرية نعت (الدولة المارقة)! اليوم بعد أسبوع من قصف همجي لقطاع غزة، ودك المباني على رؤوس ساكنيها، وتفجير عمارات وأبراج حتى المسكونة منها، والتي تؤوي قنوات تلفزية ووكالات أنباء أمريكية، بالتزامن المريب مع إفراغ بيت المقدس من سكانها الأصليين، بدءا من حي الشيخ جراح واقتحام البيوت الآمنة وقتل أو سجن أصحابها الشرعيين وانتهاك حرمة النساء وترويع الأطفال. كل هذا يحدث أمام أنظار عالم متفرج وشاهد، وجماهير بدأت تتحرك بالمظاهرات لإدانة الجرائم ونصرة الحق الفلسطيني، وهو ما تابعه الملايين في العالم من جرائم تغيير التركيبة السكانية للقدس، وتهويد المدينة المقدسة بالقوة، حيث بلغت هذه الممارسات مستوى التطهير العرقي الأفدح في التاريخ الحديث بعد كوسوفو ورواندا في التسعينات. إننا اليوم كعرب خاصة مطالبون بالواجب الأخلاقي قبل السياسي أن نؤلف القلوب والطاقات حول أهلنا المقاومين الصامدين في فلسطين، بعد أن وحد العدوان كل الشعب الفلسطيني فأصبح أهل غزة وأهل الضفة وأهل الداخل شعبا واحدا موحدا مع كل فلسطيني وعربي ومسلم ومسيحي عبر العالم، يتضامن مع قضية شعب مسلوب الأرض، معرض للإبادة التي لجأ إليها اليمين العنصري البغيض هذه المرة. إنها بشائر النصر واستعادة الحقوق بالقوة المشروعة لا بالبيانات والتنديد والشجب التي جربت على مدى سبعين عاما ولم تصح. وهي فرصة اليوم أن نتوجه جميعا بالشكر والتقدير وخالص السند لدولة قطر المجاهدة في نصرة الحق والجهر به، ومد يد العون لشعب فلسطين، وهو ما قاله إسماعيل هنية مساء السبت في اجتماع جماهيري عظيم بالدوحة عاصمة الخير والحق والقانون الدولي، فطوبى لصاحب السمو أميرها المفدى ودولته الرائدة وشعبه الوفي للحق من مواطنين ومقيمين. والنصر قادم. [email protected]