18 سبتمبر 2025
تسجيلكيف تقوم الجامعات بتقييم الطلاب عن بُعد؟ من الواضح أن قطاع التعليم العالي قد تعطل بشكل كبير نتيجة لتفشي فيروس كورونا 19 في الفترة الحالية، فقد توقفت الطائرات بين الدول وشلت حركة النقل العام داخل البلدان من حافلات وقطارات، وتم إغلاق الحرم الجامعي أمام الطلاب وهيئة التدريس في جميع أنحاء العالم مما سبب درجات متفاوتة من العزلة، وتبع ذلك تحديات خطيرة أمام عملية التدريس والتعلم. في المقال السابق تحدثت عن كيف يمكن لموظفي الجامعة العمل بشكل فعال من المنزل، وتم رصد الأدوات التي يمكن استخدامها لرقمنة المحاضرات والندوات وجلسات الدراسة. ومع ذلك، لا يزال هناك الكثير من التردد والشك المحيط بالتقييمات، وكيف يمكن لأعضاء هيئة التدريس الاستمرار في تتبع إنجاز الطلاب دون الوصول إلى طرق الاختبارات التقليدية التي يعتمدون عليها كثيراً. في الواقع، ليس هناك اتفاق عالمي بشأن مصير الامتحانات الجامعية، فكل بلد يعاني من أزماته فيما يتعلق بفيروس كورونا؛ ويواجه تلك التحديات بشكل مختلف، ونتيجة لذلك تتخذ الجامعات في جميع أنحاء العالم قراراتها الخاصة في ما يتعلق بالامتحانات الرسمية، مع بعض الاختبارات عبر الإنترنت أو تأجيلها أو إلغائها معاً. في جامعة السلطان قابوس تعددت بدائل الاختبارات النهائية مثل الاختبارات الشفهية، أو الاختبارات المبرمجة السريعة، وفي جامعة قطر ترك لعضو هيئة التدريس اختيار الطريقة المثلى بما يتناسب مع طبيعة المقرر بدءاً من تقليل درجة الاختبار النهائي، أو إلغائه وتوزيع درجته أو جزء منها على التكاليف المطلوب من الطالب القيام بها وتسليمها. وفي جامعة أمبريال البريطانية استخدم أعضاء هيئة التدريس طريقة الكتاب المفتوح، كما اتخذت جامعتا أكسفورد وكامبريدج قراراً باستبدال الاختبارات الصفية بالتقييمات عبر منصتها الإلكترونية على الإنترنت، ومن كان له عذر مقبول فإنه يمكن تأجيل الاختبارات إلى وقت لاحق. وفي إيطاليا، وهي واحدة من الدول الأكثر تضرراً بفيروس كورونا، قامت جامعاتها برقمنة الامتحانات وأشكال التدريس الأخرى. والسؤال المهم: هل الاختبارات عن طريق المنصة الرقمية أونلاين تمنع حالات الغش ؟ في الواقع الإجابة لا. مهما حرصت الإجراءات على ضبط النزاهة أثناء فترة الاختبارات عن بُعد، تظل المعايير في الحكم على صحة الإجابة غير واضحة. لذلك كان أحد بدائل جامعة السلطان قابوس هو إلغاء الاختبارات وتكليف الطلاب بمهام بدلا من الاختبار، وكذلك بعض مقررات جامعة قطر. ومن الواضح أن رقمنة الامتحانات الجامعية ليست مهمة سهلة، وهو ما يفسر سبب توقف العديد من الجامعات عن إلغاء درجة الاختبار حتى الآن على أمل أن تنتهي الأزمة في الوقت المناسب لإجراء الامتحانات النهائية. وتوفر منصات مثل Janison وblackboard لمؤسسات التعليم العالي والمنظمات الحكومية خيار تطوير برنامج التقييم الخاص بها عبر الإنترنت والاختيار من بين 20 نوعاً مختلفاً من الأسئلة، بما في ذلك الاختيار من متعدد، والاختبارات المكتوبة والمحادثة وغيرها. كما يُعد عقد مؤتمرات الفيديو أيضاً طريقة رائعة لإجراء الاختبارات. فيوفر Zoom وGoogle Hangouts وMicrosoft Teams والعديد من المنصات الأساسية الأخرى للمعلمين القدرة على التواصل مع الطلاب بغض النظر عن موقعهم. ختاماً: اللهم سدد جهود كافة العاملين والمتطوعين في الصفوف الأمامية؛ واجعل ما يقومون به خدمة لدينهم ووطنهم. د. عبدالناصر فخرو – كلية التربية – جامعة قطر [email protected]