31 أكتوبر 2025

تسجيل

تكريم العمال

17 مايو 2015

العامل هو كل شخص طبيعي يعمل نظير أجر لدى صاحب عمل وتحت إدارته وإشرافه سواء في الحكومة أو القطاع الخاص أو لدى أصحاب المنازل، هذا ما تُعرفه القوانين في مفهوم ومعنى كلمة العامل.ولقد حث ديننا الإسلامي الحنيف على إكرام العامل سواء الذي يعيش في المنزل، بأن يكون له مثل ما نأكل ومثل ما نشرب وله ما لنا وعليه ما علينا أو أتى لعمل ما وفي وقت ما، حيث أوصانا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، أن نعطي الأجير أجره "حقه" قبل أن يجف عرقه، والحقيقة أن الخبر الذي تناقلته وكالات الأنباء حين استحق ملياردير صيني لقب أفضل رب عمل من أي وقت مضى بجدارة بعدما أخذ نصف موظفيه - أكثر من 6400 شخص - في عطلة مدفوعة التكاليف لمدة تسعة أيام إلى فرنسا، للاحتفال بالذكرى الـ20 لتأسيس شركته. وبلغت تكلفة "الرحلة الحلم" مبلغا ضخما قدره 33 مليون يورو، تم إنفاق 13 مليونا منها في باريس و20 مليونا في نيس.أما الرجل فهو السيد لي جينيوان، رئيس مجلس إدارة مجموعة شركات (تيان Tiens)، الذي حجز غرفا في 140 فندقا من فئة ثلاث، وأربع، وخمس نجوم في باريس لـ6400 موظف، كما حجز تذاكر في أهم معالم الجذب السياحي في فرنسا، بما في ذلك متحف اللوفر. وهذا ليس كل شيء، إذ حظي الموظفون الذين ينحدرون من جنسيات صينية وروسية وكينية بسفرة تحبس الأنفاس إلى جزيرة الريفيرا الفرنسية في جنوب شرق فرنسا، حيث حجز لي جينيوان 4760 غرفة في 79 فندقا في كان وموناكو.كما خصص المدير 147 حافلة لنقل الموظفين من فنادقهم إلى ممشى برومينادي ديس أنجليس في نيس، حيث اصطفوا في سلسلة بشرية مشكلين عبارة «حلم "تيان" جميل في كوت دازور».وصممت هذه السلسلة للاحتفال بمرور 20 عاماً من التعاون بين الشركة والمنطقة الفرنسية، وأكد مسؤولون في موسوعة جينيس للأرقام القياسية العالمية الذين كانوا حاضرين في هذه المناسبة أنها أكبر سلسلة بشرية من أي وقت مضى، كما ذكرت صحيفة "لو باريزيان" الفرنسية، ان الموظفين اقتنوا مشتريات من علامات تجارية فاخرة بقيمة 13 مليون يورو، كما انه من المرجح أن تدخل هذه الرحلة التاريخ باعتبارها أغلى رحلة لفريق عمل من أي وقت مضى، وطبعا إنني لا أدعو أصحاب العمل أن يحذوا حذو الرجل الصيني بالمطلق، ولكن أدعوهم الى احترام العمال لديهم ومنحهم حقوقهم كاملة كما نصت عليها القوانين الدينية أولا ثم الوضعية.وأخيراً إن العمل عبادة فالأنبياء الذين هم أفضل خلق الله قد عملوا فقد عمل ادم بالزراعة، ونوح بالنجارة، وموسى بالرعي، وداود بالحدادة، ومحمد صلى الله عليه وسلم برعي الغنم والتجارة، لذا فقد عظم الإسلام من شأن العمل فعلى قدرعمل الإنسان يكون جزاؤه، فقال الله تعالى في القرآن الكريم: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ}.فالإحسان الى العمال بالمودة والرحمة وعدم الظلم والبسمة والبشاشة والعطاء سيكون مفتاح النجاح لاعمالكم وبركة من الله في أموالكم وممتلكاتكم وسلامتكم .