14 سبتمبر 2025
تسجيلتمر السنون والشعب الفلسطيني يعاني ويلات الاحتلال والتهجير والسجون داخل فلسطين وخارجها، وها هي النكبة تدخل عامها السابع والستون، ليتوافق عدد السنين مع السنة التي وقعت فيها النكسة عام 1967، لتجتمع النكبة والنكسة معا على شعب ناضل وما زال يناضل من أجل تحرير وطنه.لم يدخر الشعب الفلسطيني، الذي بلغ تعداده العام الحالي 12 مليون فلسطيني في الداخل والخارج، جهدا من أجل نيل حقوقه الوطنية المشروعة في الاستقلال وإقامة دولة مستقلة، فقد قاتل وقدم قوافل الشهداء والجرحى والأسرى، ودفع الثمن من دمه الذي سال غزيرا دفاعا عن حريته، وفاوض في مشارق الأرض ومغاربها، وخاض جولات تفاوضية من أجل نيل جزء من حقوقه، ولكن وللأسف فإنه لم يستطع أن يحصل على أي شيء، وكل ما حصل عليه سلطة هزيلة تعمل في ظل الاحتلال، لا تسيطر لا على الأرض ولا على الإنسان، ولا تستطيع أن تحمي فلسطينيا واحدا من القتل والاعتقال، لا في الضفة الغربية أو غزة أو مخيم اليرموك الفلسطيني الذي يتعرض للحصار منذ سنتين.مأساة الشعب الفلسطيني متشابكة اشترك في صناعتها العجم والعرب معا، منذ وعد بريطانيا المشؤوم، وعد بلفور عام 1917، واحتلال بريطانيا لفلسطين التي أنشأت جيشا لليهود وسهلت هجرتهم وعملت على قمع الشعب الفلسطيني لتنفيذ وعد بلفور وتحويله إلى دولة حقيقية لليهود وهو ما تم عام 1948 عندما سلمت فلسطين لليهود ليتحول اسمهما من فلسطين إلى "إسرائيل"، بمشاركة أنظمة عربية، عملت على تسهيل استيلاء اليهود على الأرض، وهو ما أثبتته الوثائق البريطانية التي تم الإفراج عنها، لتتسلم أمريكا الراية بعدها لدعم ما يسمى "دولة إسرائيل" وتزودها بالمال والسلاح والدعم السياسي والدبلوماسي وتوفر لها الحماية، وتبرعت فرنسا بإقامة مفاعل نووي لليهود في "ديمونا"، وتزودها الكيان الإسرائيلي بالتكنولوجيا اللازمة لصناعة رؤوس نووية، وتقدم ألمانيا، التي تعاني من العقدة النازية وتريد أن تكفر عن أخطائها، الغواصات القادرة على إطلاق صواريخ تحمل رؤوسا نووية لهذا الكيان.لقد كان، ولا يزال الشعب الفلسطيني، باسلا ومقداما في الدفاع عن وجوده وأرضه وهويته، لكن المؤامرة كانت كبيرة، كانت أكبر من قدراته على التصدي لها، ووقف في كثير من الأحيان وحيدا في مواجهة العدو الإسرائيلي والمشروع الصهيوني، ولم يكن دعم الإخوة له أكثر من "رفع عتب" للاستهلاك الإعلامي والدعائي لا أكثر، ولم يكن للمشروع الصهيوني أن يتحول إلى حقيقة لولا المساعدات التي تلقاها اليهود من أوروبا وأمريكا وأنظمة عربية، وهذا يدعم حقيقة أن "فلسطين سلمت لليهود"، وهي العبارة التي يرددها الفلسطينيون في كل مكان.في العالم العربي وحدها قطر وقفت إلى جانب الحق الفلسطيني "بالباع والذراع" وبالموقف الصلب.. بالمال والسياسة والدبلوماسية والإعلام، لقد كان موقفا أخلاقيا عروبيا إسلاميا، لا بد من تسجيله وتوثيقه وإعلانه على الملأ، وحدها قطر عبرت عن الألم من نار الخذلان عندما جأرت بالصوت "حسبي الله ونعم الوكيل".القضية الفلسطينية هي "أم القضايا" في العالم العربي والإسلامي، ولن ينعم العرب والعالم بالأمن والأمان والاستقرار بدون أن ينتهي الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني اليهودي لفلسطين. ولن يكون الشعب الفلسطيني مثل الهنود الحمر أبدا، فهذا الشعب له حضارة ممتدة على مدى 7 آلاف عام، قبل أن يوجد اليهود وأكاذيبهم وأساطيرهم وخرافاتهم، وهو باق ما بقيت الدنيا بإذن الله تعالى، وهو على موعد مع النصر بنص القرآن الكريم.