18 سبتمبر 2025

تسجيل

الفئة المهمشة

17 مايو 2013

آباؤنا وأمهاتنا من كبار السن أو من أُصطلح على تسميتهم بالمسنين، فئة تتميز بالخصوصية والحساسية الشديدة والحاجة الماسة للرعاية النفسية والجسدية، وبالرغم من ذلك نجدهم الفئة الأكثر تعرضاً للتهميش وقلة الاهتمام. فعملية التقدم بالسن تعني ضمن ما تعنيه التغيرات الطبيعية التي يمر بها الإنسان وتشمل التغيرات الجسدية (الفسيولوجية) والنفسية (السايكولوجية) والتغيرات العقلية أحياناً، وقد يعاني المسن كذلك من مشكلات اجتماعية مثل عدم الانسجام مع أفراد الأسرة أو المجتمع الأصغر سناً (مثل الأحفاد مثلاً )، أو فقدان شريك الحياة وما يصاحب ذلك من إحساس بالوحدة والحزن، وكذلك تعرض المسن لتجربة التقاعد، والتي يعتبرها الكثير من المسنين إنكاراً من المجتمع لهم وتخليه عن جهودهم، وإعلاناً صريحاً لهم بعدم جدواهم وصلاحيتهم للعمل والعطاء. فهذه المرحلة العمرية الحرجة والحساسة وما يصاحبها من معاناة يشعر بها المسن في وهن جسده وصعوبة حركته وآلام عظامه ومفاصله واضطرابات نومه وفقدانه لأسنانه أو جزء منها وما يتبع ذلك من صعوبة في الأكل وعسر في الهضم، وقد يعاني المسن كذلك من اضطرابات السمع والنظر، وغالباً ما يصاحب هذه المرحلة العمرية أمراض مزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم والسكر والكوليسترول وتصلب الشرايين وما ينتج كذلك عن الأدوية التي يتناولها من آثار جانبية مثل العصبية وعدم التركيز والصداع وغيرها من أعراض، وقد يصاب المسن كذلك بأمراض عقلية مرتبطة بالشيخوخة مثل مرض الزهايمر (الخرف) وما قد يسببه هذا المرض من معاناة للمريض وعائلته أو الشخص الذي يعتني به. والمطلوب من ذوي المسن تفهم التغيرات الجسدية والنفسية والاجتماعية التي يمر بها والتعامل مع نوبات الغضب والاكتئاب وأحياناً الميل للعزلة والصمت باعتبارها تغيرات نفسية طبيعية، يجب أن يتقبلها ذوو المسن مثلما يتقبلون تقلبات المزاج التي يمر بها الأطفال والمراهقون، والمطلوب أيضاً من المؤسسات المجتمعية توفير برامج للترفيه عن المسنين ودمجهم في المجتمع وإكسابهم مهارات وخبرات جديدة. وكذلك مطلوب من وسائل الإعلام تخصيص مساحة صغيرة لمناقشة مشكلات المسنين بدلاً من تخصيص جل البرامج لإطلاق المغنين ونسخ البرامج الأجنبية بما فيها من فضائح وكشف للعورات. فإذا كان الأطفال والمراهقون يحظون بقدر كبير من الاهتمام والتفهم من قبل العائلة والمجتمع ككل، فلماذا لا يحظى المسنون بنفس القدر من الاهتمام، وهم الذين أفنوا زهرة العمر وقدموا عصارة الجهد من أجل عائلاتهم ومجتمعهم.