16 سبتمبر 2025

تسجيل

وداعـاً مـهـنـة الـتـدريـس

17 أبريل 2022

هل تفكر في ترك التدريس؟ وهل أنت ما زلت متردداً باتخاذ مثل هذا القرار؟، ليس من السهل أبداً البحث عن عمل جديد أو تبديل هذه المهنة، فالوظائف الجديدة تحتاج إلى تعبئة نماذج طلب وظيفة ومقابلات، وتعريض النفس لضغط الانتظار أو صدمة الرفض، ومع كل ذلك قد يكون الوقت قد حان لتغيير مهنة التدريس. اسأل نفسك: هل تشعر بالإرهاق والكسل عندما تفكر في الذهاب للعمل المدرسي؟، مثل هذا الشعور يؤدي إلى قضاء يوم مزعج نفسياً ومؤلم جسمياً ويؤدي إلى خفض الأداء بنسبة 13% كما أشارت استطلاعات الرضا الوظيفي في بريطانيا العام الماضي، واتبع سؤالا آخر لنفسك: هل تضيق من اقتراب يوم الأحد في بداية كل أسبوع؟ أم أنك تعتبر كل يوم عمل مدرسي هو مغامرة جديدة وممتعة؟. قد يفتقر بعض المعلمين إلى التوازن بين العمل المدرسي وحياتهم الأسرية والاجتماعية، فيميلون إلى قضاء أغلب أوقاتهم في تكاليف العمل المدرسي الكثيرة والمرهقة في حين يعطون حياتهم الاجتماعية القليل جدا من الوقت والاهتمام، وهذا غير مناسب للصحة العقلية والجسدية، ولا أبالغ في القول إن الوحدة والعزلة الاجتماعية ضررها أكبر من تأثير التدخين على صحة المدخن، مثل هؤلاء المعلمين يسدلون الستار لنهاية عملهم. وعلامة أخرى على ضرورة أن يكون ترك التدريس هو الخيار الصحيح إذا كنت كمعلم غير قادر على ترك المشاعر وضغوط المدرسة في المدرسة، "فالعيشة تقصر العمر"، إذا أخذنا ضغوط العمل إلى المنزل، فهذا الأمر يمكن أن يؤثر سلباً على نومنا وعلى ممارستنا الرياضة وعاداتنا الغذائية، وقد يجد هؤلاء المعلمون أنفسهم في غرفة الطوارئ بأي لحظة. بعض الناس يبقون في وضعهم الوظيفي غير المرضي لفترات زمنية طويلة ويتعايشون مع الألم النفسي والبدني المترتب على ذلك، السبب هو تدني تقدير الذات لديهم ويعتقدون أنهم لا يمتلكون المهارات اللازمة لتجربة شيء جديد، ويقع المعلم في فخ اليأس عندما يزداد إحساسه بالفشل أو أنه لا يضع قيمة مرتفعة لذاته، أو عندما يكون زملاء العمل سلبيين في نفس المدرسة، هذا المعلم عليه أن يكتشف نقاط قوته، ويستند إلى تلك القوة ليستمر وإلا فإنه سيسرع إلى الطرق على باب الاستقالة. بعض المعلمين لجأوا إلى التعليم كمهنة ووظيفة، لأنها هي الخيار الأوحد أمامهم أو الأخير، ولم تكن لديهم رغبة حقيقية، فهؤلاء يفقدون شغف المهنة وتتناقص عندهم دافعية العمل خلال السنوات الثلاث الأولى لأنه من الصعب أن تجد معنى في مهنة لا تستمتع بها، بودي أن أهمس في أذنك: لا تضع نفسك في مكان تندم فيه لفترة طويلة، هذه علامة كبيرة على أن ترك التدريس قد يكون الاختيار الصحيح. وإذا وجدت صعوبة في الشعور بتأثيرك في عملك ولا تستمتع بالتدريس من خلال التحديات مع طلابك لجعلهم أشخاصاً أفضل، فإن الشرارة التي حفزتك يوماً ما قد تلاشت، فالطلاب يستحقون معلماً ملتزماً، وإذا كان وضعك المهني الحالي بعيداً عن أن تصبح أفضل معلم، فإن الفرصة ما زالت لديك كي تكون مميزاً وفاعلاً: ابحث عن أشياء تجلب لك السعادة كل يوم، واحرص على أن يكون هدفك كل صباح هو كيفية تحسين نفسك والطلاب من حولك، وإذا رددت في داخلك "أريد ترك التدريس"، فقد تكون قد انتهيت تماماً. عزيزي المعلم: إذا كنت تشعر بالعجز وعدم التحدي والملل وترغب في شيء جديد، فقد حان الوقت للتصرف السريع والفوري قبل الوقوع في رمال الحياة المهنية، إذا كنت تشعر أنك لم تعد تتقدم في حياتك المهنية، وكلما حاولت إنجاحها، غرقت أكثر، فقد حان الوقت للوصول إلى شريان الحياة لإخراجك من المدرسة، لا تتعمق كثيراً في المكان الذي تشعر أنه لا يمكنك التقدم فيه. آخر المطاف: عندما نفقد شغفنا بعملية التدريس، سنجد أنفسنا ننشر السلبية عن غير قصد للمعلمين والإداريين وحتى الطلاب وأولياء أمورهم، والتعاسة تنتشر مثل الفيروس، عندما نركز على السلبيات، مثل أن نتحدث بشكل سيئ عن بيئة العمل الحالية أو نغتاب زملاء العمل من المدرسين والإداريين، في الواقع تنتقل السلبية أسرع من الإيجابية، وقد لا ندرك أننا نساهم في ثقافة سامة، وإذا كنت كذلك فالأولى أن تخرج مسرعاً خارج النطاق التعليمي، فلا تدمر روحك الإيجابية أو تدمر الآخرين. همسة: إذا آلمتك كلمة عابرة من حبيب أو قريب تجاهلها، فبعض العلاقات أكبر من أن تضيعها كلمة.. دمتم بود. [email protected]