11 سبتمبر 2025
تسجيلالحب كلمة تكون لفظاً و/أو كتابة، تشتاق الأذن لسماعها، ويطرب القلب لها وتزداد دقاته عند وصولها، وتتغير نظرة العين لها، حتى تلحظ وتميز ماءَ عين من يسمع أحلى الكلام فتجده يبرق ويتدفق حباً، فترتفع روحه المعنوية، ويزداد إنتاج الفرد في يومه، فيصبح يحب كل من يراه، ويحسن معاملة من أساء إليه، ويعمل حتى لا يحس بإرهاقه، ويأرق حتى يذهب كل ليلُه، ويصبح وهو سعيد لا يحس بتعبه من عدم نومه. هنا نتكلم عن الحب الحلال فقط، فالاسلام لم يحرم الحب ولكن وضع له إطارا جميلا ينتهي إليه ويكون فيه وهو الزواج، وما دونه من علاقات خارج الزواج فهي حرام.أما قصص الحب القديمة التي تخلدت كقيس وليلى وجميل وبثينة وروميو وجولييت، فكانت ستختلف إن كانوا تزوجوا، وما يشبه تلك القصص هي فترة الخطوبة "بعد العقد" فهي أجمل الفترات وأكثرها حبا وهياما واشتياقا؛ وذلك لأنها فترة يكون فيها الطرفان بعيدان عن بعضهما البعض ولا يلتقيان إلا قليلا، وطبيعي أن يحدث تجاذب من الطرفين للتعرف على بعضهما البعض، هنا تبدأ الاتصالات والمسجات وأحلى الكلام، وعندما تقترب فترة الزواج يزداد الشوق، ثم يكون الزواج فيلتقيان، فتهدأ العواطف وتستقر النفوس، وهنا يبدأ الحب الحقيقي يبنى ويتعمق ويستمر بالعشرة.فإن حسُنت أخلاقهم زانت حياتهم وابتهجت وزاد الحب بينهما، وإن حدث اختلاف بالطباع ولم يجتازاه، أو وجدت طرفا جياشا بعواطفه وآخر يخجل من البوح فتأكد من قرب تسلل الجفاء العاطفي.عندما تتبلد المشاعر تجد أحد الأطراف خارج بيته محب وولهان باحثا عن الحب، وفي بيته تجده خشن المعشر يعيش روتينا مميتا. يبدأ البحث عن الحب وأحاديثه خارج العلاقة الزوجية، فإن خاف الله أبعد نفسه عن الحرام فيتزوج والمرأة تعود لرشدها أو تنفصل العلاقة الزوجية.من أهم أسباب الجفاء العاطفي:1ـ التصادم الذي يحدث إما في أول فترة الزواج، أو بعد فترة من الزواج نظرا لعدم تقارب الافكار وعدم التفاهم في أمور الحياة البسيطة بل ولعدم التنازل عنها، والتفاجؤ بسلوك وأخلاق لا يقبله أو يتحمله الطرف الآخر.2ـ استخفاف طرف بالآخر ان تنازل عن مبدأه، فيعتبره ضعفا لا حبا له.3ـ تدخل بعض الأهل أوالأصدقاء، الذين يريدون إصلاحا وإعطاء مشورة في الحب والحياة الزوجية وهم حقيقة يخربون بدون قصد.4ـ عدم تعاون الطرفين لإزالة العائق منذ بدايته، فيترك حتى يترسب لسنوات.5ـ اللجوء لاستشارة من ليسوا أهل لها، فيعطون حلولا قد لا تنفع للجميع، ويوجهون النصح ولا يتابعون الحالات، بل إن يأسوا تخلوا عنهم أو نصحوهم بفك العلاقة الزوجية.6ـ الروتين اليومي من عمل صباحي ومسؤوليات البيت تبلد تلك المشاعر أن لم تتجدد.لتجنب الجفاء العاطفي:1ـ تقوية الجانب الديني ومعرفة الحقوق والواجبات لكلا الطرفين.2ـ قبول الطرفين لتغيير الوضع الذي هم عليه.3ـ التعرف على مواطن الحب والكره لكل طرف للعمل به أو لتركه.4ـ تعويد النفس وضبطها على احترام طرفها الآخر فهو أولى بالاحترام ممن هم خارج العلاقة الزوجية.5ـ تكرار كلمات الحب حتى يعتاد نطقها وبها يحب طرفه الثاني.6ـ إعطاء النفس وقتا للحب والراحة مع الطرف الآخر.المشكلة التي قد تواجه الطرفين:1ـ عدم التعاون فيما بينهما فلا تكون هناك رغبة صادقه لطرف منهما على المحاولة والتغيير خوفا من عدم تقبل الطرف الآخر.2ـ تحبيط طرف لطرفه الآخر أن سمع منه كلمة جميلة، فيحسسه بجرمه بدل أن يبادله خير منها.همسة لكل زوجين:سيزول كل عائق إن عرف الإثنان حقوقهما وواجباتهما كما أمر بها الإسلام، ولتحتسب كل زوجه الأجر فيما تفعله لزوجها فتؤجر، قال الرسول ـ صلى الله عليه وسلم: "لا تؤدي المرأة حق الله حتى تؤدي حق زوجها"، وليكن كل زوج كما قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم: "خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي".دمتم في حفظ الله ورعايته