17 سبتمبر 2025

تسجيل

لقي ما لا يرضيه

17 أبريل 2011

يحكى ان صبيا كان يحمل في يده صحناً مغطى فمر برجل فضولي: فقال له: يا صبي ماذا تحمل في الصحن الذي معك؟ فأجاب الصبي: لو ارادت امي ان تعرف ما فيه لما غطته.. فما ابلغ رد هذا الصغير، وما اقبح التدخل في شؤون الاخرين!.. في زمننا هذا زاد التدخل في شؤون الاخرين بطريقه غريبة ولافتة للنظر، ولو تمعنا في النبذه التي احتوتها السطور الاولى لوجدنا الحكمة التامة في رد الصبي. ان التدخل في شؤون الاخرين دليل على مرض الشخص ذاته، ومن تدخل فيما لا يعنيه لقي ما لا يرضيه، فلا داعي للغضب حينما تسمع رداً لم تتوقعه يوماً. ان المشكلة في حد ذاتها هي التدخل بطريقة غريبة فمثلاً هناك من يود ان يعلم كل شيء عنك ويعرف عنك ابسط الامور، ولا يريد ان يتغاضى عنها، فهذا مريض ويفتقد للثقة في نفسه، وكذلك يفتقد للاهتمام ممن حوله، وعلاج هذا المريض في ظني وقفه عند حد معين ان كان للرد تاثير ايجابي عليه واستعمال اقوى الردود لتأديبه فهذا جزاؤه ان لم يكف عن تدخله. ما جعلني اكتب كلماتي هذه وأختار هذا الموضوع لانتشاره بالوسط العملي والعائلي بيننا، هناك من التدخلات التي قد نتجاوزها لعلمنا التام انها لا تضرنا ولن تحرك منا ساكناً، ولكن ان تجاوزت هذه التدخلات الحد المعقول فيجب ان تكون لنا وقفة لانها توشك ان تضرنا وتلعب باعصابنا.. بالرغم من معرفتنا ان التدخل فيما لا يعنينا يؤثر سلباً على نفسية الانسان، وان الفضوليين يعطون لانفسهم الحق في معرفة خصوصياتنا، والشنيع ان نجد من يخاف مواجهتهم ويرد على اسئلتهم التي من حقه ان يأبى دون التفكير بذكر تفاصيله الخاصة، هذا السلوك غير المحبوب يجري في دم الكثيرين، ناهيك عن نسيانهم انه يمس حياة الاخرين فيجب البعد عنه، يقومون بترصد اخبارنا ومراقبتنا ثم بتزوير الحقائق واضافة البهارات الحارة فيها ونحن من يَكون الضحية.. سؤال يطرح نفسه: هل هذه الآفه بفعلها تشبع غريزتها بالتدخل فيما لا يعنيها؟ اترك الجواب لكم.. وبالمقابل اليكم ردي باختصار: ان هذه الافة تفرح كثيراً حينما تعلم عن خصوصيات الاخرين، وتعد ضربات الجزاء في صالحها والهدف الرئيسي الذي تسعى له هو الاساءة للاخرين فقط، ورأيي ايضاً انه ضعيف ومستوى الوعي لديه معدوم. ان الذين لا يحترمون خصوصياتنا ويتدخلون فيها هذه الفئة نسميها فئة غير واعية ولا تعلم من الوعي ذرة، اقبح مثال في التدخل حينما تُسأل المطلقة عن سبب طلاقها، او امكانية زواجها مرة اخرى، ومصير ابنائها وما الى ذلك، الرجاء قبل الاقلاع من هذا المكان احترموا خصوصيات الغير ولا تتدخلوا فيها ويكفيكم احراجا. همسة: عفواً ايها الفضولي الموضوع لك انت فهل ستقوم بمراجعة حساباتك وتغير من حالك، ام ستزيد في تدخلك؟ ارجو ان تفسر كلمة خصوصيات فقد جاءت من كلمة (خاص) اي قف هناك ولا تقترب ابداً، هل اتضحت ام اوضحها اكثر؟. بصمة حب: اعذرني يا صاحبي سأتدخل في خصوصياتك التي اعتبرها خصوصياتي التي لن ترضى الا ان تندمج فيك، فانت وخصوصياتك جزء لا يتجزأ مني ابدا. ايميل: [email protected]