15 سبتمبر 2025

تسجيل

في الذكرى الثالثة عشرة للثورة.. سوريا تليق بها الكرامة وتليق بها الحرية

17 مارس 2024

ثلاثة عشر عاماً مرت، والثورة السورية ما زالت تنبض في قلب كل حر. فمنذ أن هدم الشعب السوري جدار الخوف، انطلق في ملحمة الحرية والكرامة، ضد الاستبداد والطغيان. ولكن، بدلاً من الورود التي وزعها «غياث مطر» خلال المظاهرات، جاءت الإجابة أن ارتقى شهيداً تحت التعذيب. وامتدت الأيادي الآثمة لتغييب آلاف من الأبرياء في أقبية الزنازين ولا يزال مصيرهم مجهولا حتى الآن. لقد تجاوز النظام كافة الخطوط الحمراء مستخدماً أسلحة محرمة دولياً وتفنن في الاجرام بشكل غير مسبوق. وإلى اليوم، لا يزال النظام وداعموه يستهدفون المناطق الآمنة مخلفين الشهداء من الأطفال والنساء، مستغلين بذلك انشغال وسائل الاعلام عن تغطية جرائمهم في سوريا. والشعب السوري الذي عانى كل فرد منه هذه الأهوال، لا يستطيع أن ينساها، أو يتناساها، ولا سيما أن السفاح ما يزال حراً طليقاً. لقد راهن النظام وحلفاؤه على سقوط جرائمهم بالتقادم، موصدين الباب أمام كافة قنوات السياسة، متكئين على شبكات الفساد ونهب خيرات الشعب. وفوق هذا، فقد رعى تصنيع وتهريب المخدرات والتخريب ليكون مصدر زعزعة أمن واستقرار المنطقة. لقد أثبت هذا النظام، وبشهادة محكمة العدل الدولية ولجان التحقيق في جرائم الكيماوي، أنه مجرم لا مكان له في المجتمع الدولي. وبات أي عاقل يدرك أنه لا استقرار في سوريا أو المنطقة طالما استمر هذا النظام مغتصباً للسلطة في سوريا. وأن أي جهود تحاول القفز عن هذه البديهية لابد أنها محكومة بالفشل. ونجدد هنا دعوتنا للأشقاء والأصدقاء، بضرورة استمرار الدعم لأبناء سوريا، على كافة المستويات الدبلوماسية والحقوقية، والإنسانية والإغاثية، حتى تحقيق مطالبهم المشروعة. وخلال مسيرة ثلاثة عشر عاماً، حفظ السوريون في قلوبهم مواقف دولة قطر الأخوية الأثيرة، قيادةً وشعباً، فهي التي تبذل جهوداً لا حصر لها في سبيل دعم الشعب السوري وإغاثته في محنته الإنسانية، ضاربة في ذلك مثالاً ناصعاً للقيم الإنسانية السامية. لقد كان موقف دولة قطر ثابتاً منذ البداية، ولا أدلّ عليه من كلمات سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني: «لا يجوز التسليم بالظلم الفادح الواقع على الشعب السوري الشقيق كأنه قدر» وذلك في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة. إن سياسة دولة قطر التي تنبع من بوصلتها الأخلاقية جعلتها محط احترام وإكبار دوليين. واليوم تتجه أنظار العالم أجمع إلى القيادة القطرية الرشيدة واضعة الثقة في مقاربتها الدقيقة من الأزمة الإنسانية في غزة، والتي تجمع بتوازن بين جهود الوساطة الدبلوماسية والاستجابة الإنسانية. لقد سعى النظام وحلفاؤه عبر الترهيب والتخويف، وفرط العنف والاجرام، إلى وأد ثورة الأحرار، إلا أن شعب سوريا أثبت أنه ماض في ثورته، فما تزال المظاهرات السلمية للأحرار في مدينة السويداء مستمرة لأكثر من نصف عام، ويستمر الحراك في مدينة درعا مهد الثورة. ورغم أن الشمال السوري ما زال يعاني تبعات الزلزال، إلا أنه احتضن مؤتمر الاستثمار الأول. ويحمل السوريون معهم بذور الابداع إلى بلاد المهجر، ليسطروا أمثلة النجاح أينما حلّوا في مختلف النواحي الاقتصادية والأكاديمية والفنية. فمنذ أيام مضت، وتخليداً لضحايا الظلم في ذكرى الثورة السورية، عزف الموسيقار السوري مالك جندلي السيمفونية السادسة «وردة الصحراء» - تلك التي استوحاها من طبيعة دولة قطر - في مركز الفنون في قلب العاصمة واشنطن، لتقول الصحافة الأمريكية: ألمانيا لديها بيتهوفن وسورية لديها مالك جندلي. وختاماً، نترحم على أرواح شهدائنا، ونجدد الوفاء لمعتقلينا راجين لهم الحرية العاجلة، ونوجه تحية إكبار وإجلال إلى الصامدين من أهلنا في وجه الطغيان. فشعبنا، كما عرفه التاريخ، جسور صبور، يعشق البناء والعمل. لذلك نمضي واثقين نحو تحقيق أهدافنا في الكرامة والحرية، فهي أمانة في أعناقنا، وقد عرفنا الطريق.