13 سبتمبر 2025

تسجيل

المدرسة السورية منحة قطرية تعزز فرص التعليم

01 أكتوبر 2023

في ذكرى مرور عشر سنوات على افتتاح المدرسة السورية، أود أن أعرب عن عميق شكري وامتناني لدولة قطر باسمي وباسم كل سوري على أرض قطر الحبيبة، على مبادرتها الرائعة والملموسة في إنشاء وافتتاح «المدرسة السورية»، والتي أسهمت في تعزيز فرص التعليم والتعلم للطلاب السوريين الزائرين المتواجدين في دولة قطر، بطاقة استيعابية تتجاوز 1000 طالب سوري ذكوراً وإناثاً. تعكس هذه المبادرة النبيلة التزام قطر بدعم التعليم وتوفير الفرص القائمة على العدالة والمساواة للأجيال الصاعدة، وهو أمر يستحق كل التقدير والإعجاب. 10 سنوات مرت على المنحة الأميرية الكريمة، التي خُص بها السوريون؛ إذْ تجلّى الدعم القطري في تأسيس «المدرسة السورية» كمؤسسة تعليمية غير ربحية لتكونَ صرحاً تعليمياً شامخاً انطلقَ بالتنسيق بين الخارجية القطرية والسفارة السورية بالدوحة ووزارة التربية والتعليم في دولة قطر، وخرجت أكثر من (300) طالب وطالبة على مدى 10 سنوات من افتتاحها، ولمْ تألُ قطر جهداً في إتاحة الفرصة لكل طالب علم من أبناء الجالية السورية لمواصلة مسيرته التعليمية. في مدرستنا السورية، امتزجت أروقة فصولها بجيل يكن الحب والوفاء لقطر وشعبها نشأ وتربى واعتز بها كوطن ثانِ.. إلى جانب وطنه الأم سوريا. إن توفير بيئة تعليمية آمنة وذات جودة للطلاب يعد أمراً ضرورياً لتطوير مهاراتهم وقدراتهم ومساهمتهم في بناء مستقبلهم ومستقبل مجتمعهم. ومن هذا المنطلق تعتبر المدرسة السورية مبادرة مشهوداً لها، إذ قدمت فرصاً تعليمية لمئات الطلاب الذين واجهوا صعوبات في إكمال مسيرتهم التعليمية وساهمت في تقديم التعليم المتميز والشامل. حيث حصل طلاب المدرسة على درجات متميزة في قسمي الذكور والإناث كماً وكيفاً، منها درجة 100% في الشهادة الثانوية للعام الدراسي 2022 ـ 2023، وتحقيق 22 طالباً وطالبة معدلات أعلى من 90 % في الشهادة الثانوية للعام الدراسي 2022 ـ 2023 منهم 7 طلاب بمعدل يتجاوز 99%). كذلك حصد طلابها العديد من الجوائز على مستوى دولة قطر، منها على سبيل المثال الحصول على المركز الثاني في المناظرات الدولية عام 2016 وكان آخرها المركز الأول في دوري مناظرات المدارس الثانوية/ ذكور العام 2021 – 2022، كذلك المركز الثاني في برنامج فرسان المدارس على قناة جيم. إن جهود دولة قطر لدعم التعليم تأتي في وقت حرج، ولم تقتصر فقط داخلياً بل امتدت أيادي الخير القطرية لتغمر كافة أبناء الشعب السوري الذي يعاني من خطر محدق يواجه الفئات المستحقة للتعليم، حيث تنذر الاحصائيات بارتفاع مخيف بنسبة الأمية بين الأطفال والتي تجاوزت 50% وفق المنظمات الدولية، وهو ما ينذر بكارثة اجتماعية على جيل كامل، في ظل صعوبة الحصول عليه جراء الانتهاكات المتعاقبة على مدى 12 عاماً والتي تعرض لها السوريون، والتحديات الجمة نتيجة للأوضاع الاقتصادية والسياسية والاجتماعية المعقدة. وبرزت هذه المبادرة الإنسانية وغيرها من المبادرات القطرية المتعاقبة في مجال التعليم داخل سوريا وخارجها، حيث ساهمت قطر في تجهيز الفصول الدراسية وإعادة تأهيل المدارس، وتعزيز البنية التحتية للتعليم، ليستفيد منها الطلاب في الشمال السوري، إضافة إلى طباعة وتوزيع الكتب الدراسية لكافة المراحل واستفاد منها ما يزيد على مليون طالب حتى اليوم، وغيرها الكثير من المساهمات المثمرة، والجهود الرامية إلى تخفيف العبء عن كاهل العائلات السورية المتضررة وتقديم فرص تعليمية لا تُقدر بثمن. ولا ننسى، أن نشيد بجهود القائمين على إدارة وتنظيم المدرسة، ونثمن عالياً مساهمة المعلمين والمعلمات الذين يعملون جاهدين لتقديم تجربة تعليمية مثمرة وملهمة للطلاب. إن دور المعلم في بناء الأجيال ونقل المعرفة لا يقدر بثمن، ونتمنى لهم النجاح والتوفيق في مهمتهم النبيلة. ونجدد في الختام، شكرنا لدولة قطر على كافة جهودها الدائمة والسخية لدعم الشعب السوري إنسانيا، وتنموياً ومبادراتها الرائعة والملهمة، وندعو الله أن يجعلها في ميزان حسناتهم، حكومة وشعباً، وأن يوفقهم في جهودهم لخدمة الإنسانية وتعزيز قيم التعليم والمعرفة.