11 سبتمبر 2025
تسجيلأحيانا يضايقني تطبيق واتساب لدرجة أنني أفكر في أن أضرب هاتفي الغبي بالحائط، حتى يكف عن نقل السخف المتواصل والمنهمر من أشخاص يعتقدون ان كل ما يصلهم عبر واتساب مبرأ من الخطأ وينصحونك بعمل "شير"!! لا يقولون مشاركة باعتبار انها كلمة بلدية بل يستخدمون شير الإفرنجية، وهناك مجموعة من الناس لم تكتشف أن الـ "جمعة مباركة" إلا بعد ظهور واتساب، وعادة أكون أكثر كرما منهم، وأرد على تبريكاتهم بالدعاء بأن يكون سبتهم وأحدهم وأربعاءهم مباركات، ولكنهم يظلون صامدين في خط الجمعة فقط؛ وسؤال: هل حدث أن التقاك شخص في الشارع ذات جمعة، حتى بعد اختراع الهاتف الذكي، وقال لك جمعة مباركة وجها لوجه؟ الإجابة هي: لا لا لا، فهل حلت البركة في يوم الجمعة فقط بعد ظهور واتساب؟ إنه إدمان المعلبات فمعظمنا تصله طرفة أو دعاء أو معلومة تعجبه فيقوم بتحويلها لغيره، ولو راجعت أرشيف جمعة مباركة في هاتفك فستكتشف أن الكثير من الأدعية الواردة فيه مكررة بمعنى أن الدعاء الواحد يأتيك من عدة أشخاص بنفس الصيغة والقالب الفني. ثم جاءت الكورونا وصار الجميع خبراء في الطب والتغذية: الموز مع فص ثوم يقضي على الفيروس!! كبدة الإبل مع قشر البطيخ تحصنك ضد المرض، على ذمة أطباء في جامعة هارفارد، ولكن إياك ولحم الكلاب المفروم فهو معبأ بالكورونا!! ويحدث ذلك لأن البعض يحسب أن واتساب هو صحيح بخاري القرن الحادي والعشرين، فما من شيء يصلهم عبر واتساب إلا واعتبروه الحق الذي لا يأتيه الباطل من قُثُلِ أو دُبر، فيبادرون إلى نسخه ثم يوزعونه بسخاء، وهذا الضرب من السخاء صنو الغباء، بل أن الشطط يبلغ بالبعض درجة أن إرسال كلامه المستنسخ إلى عشرة أشخاص يوفر مناعة ضد فيروس الكورونا، ويحذرونك من أن شخصا في بوركينا فاسو تجاهل الأمر فأصيب بسرطان الشعر والأظافر. ويا أعزائي شكر الله سعيكم، واحتفظوا بما عندكم من معلومات عن الكورونا فما، عندي منها يكفيني ويتبقى منه فائض للتصدير، فمنذ أن صار هذا الفيروس خطرا عاما كونيا تابعت ما يصدر من الجهات الصحية الرسمية في البلاد بالصوت والصورة، كما أنني شبعت من ثقافة واتساب التي علمتني أن أمريكا انتجت الفيروس ونشرته سرا في الصين، فقامت الصين بتعليبه وتصديره إلى إيطاليا وغرب أوروبا فارتد كيد أمريكا إلى خصرها، الذي هو حلف الأطلنطي الذي أعطى أمريكا حصتها من الفيروس، (حرام عليهم لأن ترامب أخطر على بلاده من الكورونا)، وأعرف أن اكل لحم الوطواط مسلوقا يسبب توليد فيروسات الإنفلونزا، وبالتالي تنصح جامعة جونز هوبكنز بأكله مشويا أو محمرا بزيت الخروع، كما أبلغني كثيرون عبر واتساب مشكورين بأن فيروس الكورونا أعقل من أن يحاول دخول السودان لأن الحر سيفتك به ويجعله هشا كما المكرونة، وأنه وبوجه عام لا يصيب السود، وأن الأفارقة في أمان من غزو الكورونا، وصدقت قولهم من عشم أن الله أكرم من أن يبتلي أفريقيا بالأنظمة الديكتاتورية والايبولا وفيروسات الإنفلونزا في نفس الوقت. باختصار أخوكم مثقف كروناويا، وليس محتاجا إلى أي معلومات كوروناوية، وقد قمت بالتخلص من كميات من الزنجبيل والثوم والبصل والقرفة والشطة كانت مخزونة في المطبخ عندي نكاية بمن نصحوني بتعاطيها للوقاية من الكورونا ومع هذا، ولأن قلبي أبيض (بعكس لون بشرتي) فإنني أعطيكم معلومة خطيرة ومهمة تتعلق بطريقة تفادي الإصابة بفيروس الكورونا، فقد تواصل الباحثون الجيولوجيون في جامعة حلايب لعلوم الفوبيا، إلى أن الهواتف النقالة تنقل الكورونا، وأنك عندما تأتي على سيرة الفيروس، يقوم البلو توث بالتقاطه من أقرب مركز حجز الحالات المشتبه أو المؤكد إصابتها بالكورونا، ونقلها إلى مستخدم الهاتف، فكفوا عن لوك سيرة الكورونا هاتفيا، وتابعوا فقط ما يقال عنها عبر وسائل الإعلام المحترمة. [email protected]