وعساكم ما تفقدون "غالي"

كم حصدت حوادث السيارات من أرواح الشباب!! كم فقدت العوائل ولدهم الذي ينتظرون تخرجه من جامعته وحضور زواجه، وكانوا ينتظرون خدمة دينه ووطنه!!.. ولكن!بعض الشباب هداهم الله في عنفوان الشباب يتباهون ويتفاخرون ببعض الأفعال، التي يزين لهم الشيطان أنها مصادر للفخر، ودليل على الرجولة؛ فتجدهم يتبارزون في سرعة السيارات لتصل حدًّا جنونيًا وبعضهم يقوم بـ "التفحيط" بالسيارات بحركات بهلوانية خطرة جدًّا، وكل ذلك في سبيل التحدي وإظهار الرجولة. وللأسف كم اختطفت هذه الأفعال من أرواح!! سواء ممن كان يمارس مثل هذه الأفعال أو حتى فقط ممن كان يشاهدها من بُعْدٍ، فقد رأينا وسمعنا عن كثير من هؤلاء المتفرجين كيف يموتون بالجملة جراء انحراف سيارة المفحط تجاههم، وتشاهدون جثثهم تتناثر أشلاء.فهل حياتك رخيصة عليك أخي الشاب لتقوم بمثل هذه الحركات الطائشة؟إني أسألك فأجبني بصدق أي رجولة في هذا الطيش، وأي تحد وشخصية تثبتها لنفسك بمثل هذه الأفعال؟ لكنه والله تزيين الشيطان.تستطيع إثبات رجولتك في آلاف المواقف الإنسانية، التي تتطلب منك غوثًا عاجلًا.وتستطيع إثبات رجولتك في إحرازك لأعلى الرتب العلمية في جامعتك، أو مدرستك.وتستطيع إثبات رجولتك في وقوفك مع أحد أهلك، ومنفعته، وتستطيع أن تخدم دينك ووطنك في كل مجالات الخير والعطاء، فهذه هي الرجولة الحقيقية والمفخرة العظيمة، أما أن يصور لك الشيطان ورفقاء السوء "المرجلة" في السرعة والتفحيط والتهور، ويكون في ذلك إنهاء ـ ربما ـ لحياتك أو حياة الآخرين، فهو والله من تلاعب الشيطان بك.نسأل الله الهداية والسداد والرشاد للجميع، وأن يحفظنا ويحفظكم شبابنا من حوادث السيارات، ومن كل شر ومكروه، وأن يجعلكم ذخراً لأهليكم ودينكم ووطنكم وأمتكم.