15 سبتمبر 2025
تسجيلأكتب هذا المقال وأنا في العاصمة البولندية "وارسو" في رحلة لاكتشاف جزء بسيط من هذا العالم بعد تخرجي من الجامعة، وكنت قبلها في مدينة "كراكوف" وهي عاصمة بولندا السابقة وتعتبر عاصمة ثقافية الآن.. ولم تتوقف الصدف الجميلة عن القدوم منذ وصولي، فعندما وصلت إلى مطار "كراكوف" الصغير استقبلتني موظفة بولندية شابة اسمها "الكساندرا" لتساعدني بإرشادي إلى مكان الباص المتجه إلى وسط المدينة القديمة، وعندما أخبرتها أني من "قطر"..قالت لي باللغة العربية: "هل تتحدثين العربية؟" وأجبتها وأنا متفاجئة جداً بنعم! فأخبرتني أنها تدرس اللغة العربية في الجامعة! وبدأنا بالتواصل معاً والتقيت بها مرة أخرى في ساحة المدينة بحضور صديقتها "ناتاليا" التي تدرس معها نفس التخصص وتجيد التحدث باللغة العربية! لا أستطيع وصف سعادتي بلقائهم ومعرفة أن هناك من يعشق لغتنا العربية الجميلة، فعندما سألتهن: لماذا اخترتن تعلم اللغة العربية؟ كان الجواب: لأنها ببساطة أجمل لغة في العالم!التقيت برحالة من استراليا وأمريكا الجنوبية والولايات المتحدة الأمريكية تركوا وظائفهم التي لم يكونوا يحبونها لاكتشاف العالم أكثر واكتشاف أنفسهم أيضاً قبل بداية فصل جديد من حياتهم، فلا ينتهون من الرحلة كما بدأوها، بل يختمونها بالكثير من الدروس والصداقات والاكتشافات.في كراكوف، زرت منجم الملح الذي يقع على عمق ٣٠٠ متر تحت الأرض لرؤية عالم رائع ومختلف، وزرت معسكر "أوشفيتز" التعذيبي الذي يبعد ساعة ونصفا عن كراكوف والذي تم قتل وحرق أكثر من مليون شخص فيه من يهود أوروبا وبولنديين وجنود سوفيت في الحرب العالمية الثانية.. وشعرت وكأني أعيش التاريخ وأنا أمشي بين سكك القطار القديمة والتي كانت تُستخدم لنقل اليهود من الدول الأوروبية إلى هذا المعسكر الذي كان ملكاً للجيش البولندي قبل الاحتلال النازي.. وانتقلت بعدها إلى "وارسو" لاكتشاف مدينة ماري كوري، أول إمرأة تفوز بجائزة نوبل والوحيدة التي فازت بتخصصين مختلفين في مجال الفيزياء والكيمياء، ووارسو من المدن التي عانت في الحرب العالمية الثانية وهلك ٨٥٪ من مبانيها التاريخية، ليتعاون أهل المدينة في بناء هذه المدينة مرة أخرى من جديد.مازلت أكتشف وأتعلم في هذه الرحلة القيمة التي لا يكفيها مقال واحد.. ولنا مقال آخر من محطتي القادمة!