14 سبتمبر 2025

تسجيل

عادات وليست عبادات

17 مارس 2013

يقشعر بدني حينما انظر الى حالي وما الذي قدمته لحياتي، كل تقصير بدر مني لدرجه ان في اغلب الاوقات اظن واشعر ان عباداتي اصبحت عادات. كم نحن في غفلةٍ من هذه الأمور، مؤلمُ ان تتحول العبادة الى عادة، وشتان بين الاثنين، في كثير من الاحيان، نقوم ونصلي بين يدي الله تعالى ولا نستشعر معنى وقوفنا امام ملك الملوك، وما ان تنتهي الصلاة والركعات القليلة، نتهافت على الدنيا ونتكالب عليها. لن اكتب اي شيء في هذا المقال من فكري ولكن اكتفي بسطور اخترتها وهي سطور ذهبيه للإمام ابن الجوزي — رحمه الله حيث يقول: تأملت على أكثر الناس عباداتهم، فإذا هي عادات. فأما أرباب اليقظة، فعاداتهم عبادة حقيقية. فإن الغافل يقول سبحان الله عادة، والمتيقظ لا يزال كفكره في عجائب المخلوقات أو في عظمة الخالق، فيحركه الفكر في ذلك فيقول: سبحان الله، ولو أن إنسانا تفكر في رمانة، فنظر في تصفيف حبها وحفظه بالأغشية لئلا يتضاءل، وإقامة الماء على عظم العجم، وجعل الغشاء عليه يحفظه، وتصوير الفرخ في بطن البيضة والآدمي في حشاء الأم، إلى غير ذلك من المخلوقات، أزعجه هذا الفكر إلى تعظيم الخالق، فقال: سبحان الله، وكان هذا التسبيح ثمرة الفكر، فهذا تسبيح المتيقظين. وما تزال أفكارهم تجول فتقع عباداتهم بالتسبيحات محققة، وكذلك يتفكرون في قبائح ذنوب قد تقدمت فيوجب ذلك الفكر، وقلق القلب وندم النفس، فيثمر ذلك أن يقول قائلهم: أستغفر الله، فهذا هو التسبيح والاستغفار، فأما الغافلون فيقولون ذلك عادة، وشتان ما بين الفريقين. نقطة: إن قمنا بمراجعة أمور حياتنا لوجدنا اننا فعلاً في عادة وليست عبادة إلا من رحم الله، فمتى نستيقظ من هذا السبات ومن هذه الغفوة؟ لنحاول قدر الامكان ان نجعل العادة عبادة قولاً وفعلاً، ونمسح العادة من كتاب حياتنا، راجين الله الهداية والتوفيق.