16 سبتمبر 2025
تسجيلعلى شدة الإعجاب الذي كان.. يكون العتاب الآن!.. وعلى كثر الانبهار الذي مضى وانقضى يتمثل اليوم عدم الرضا!.. فأنا اعترف بأنني (كنتُ) مهووسة بالخط الإعلامي الذي انتهجته الجزيرة الإخبارية في بداية مسيرتها ورضيت أن تحمل شعار (الرأي والرأي الآخر) لها رغم ثقله ومسؤوليته التي أطالب الجزيرة اليوم بأن تجيبني -إن كانت قادرة- على تحمل تبعات هذه الكلمات القوية التي تجبر من تسوقه لا من يسوقها على تنفيذ تعليماتها التي تقوم على توضيح رأيي ورأي من يخالفني.. رأيي ورأي من يعارضني.. رأيي ورأي من يوافقني ومن ينكر عليّ كلامي!.. ففي هذه الفترة التي واكبت الجزيرة فيها انتفاضة الشعوب العربية ظهر بوضوح أن القناة تبحث عن الإثارة والتشويق وتحاول أن تتميز بالأخبار الحصرية التي يمكن أن تتحمل أن تكون أخباراً صحيحة أو مفبركة.. تلقائية أو مدبرة.. كما أن الشعار الصريح الذي تنادي به ليس عليها أن تظهره في فواصلها الإخبارية باعتبار أن كاميرات الجزيرة لا تغطي سوى ما تراه يخدم أهدافها وهو ما يمكن أن تخسر فيه قيمتها الإعلامية، وهذا ما لا أرجوه لها ولعل ما يزيد الأمر وضوحاً هو ما تنتهجه الجزيرة اليوم في تناول أحداث اليمن والبحرين بكل انحيازية صريحة للشوارع المنتفضة المعارضة للحكومة تاركة الشوارع التي تغلي استنكاراً على تقويض أمنها وترويع آمنيها في الظل ولا تعمل — كما أرى — على تسليط كاميراتها عليها باعتبار أن ذلك سيحقق شعارها القوي والمستمرة على الترويج له رغم تأكيد العالم بأسره على ان ما جرى في مصر وتونس ويجري بليبيا لا يمكن قياسه بنفس الأطر على البحرين واليمن لاختلاف هاتين الأخيرتين على من سبقهما من ثورات شعبية جارفة التحمت فيها كل فئات وأحزاب الشعب ضد الحكومات، أما في اليمن والبحرين فالذين يناوئون الحكم يجدون موالين له وبنفس العدد وربما أكثر فأين الجزيرة من عرض المناوئين (الرأي) وكشف الموالين (الرأي الآخر) في شاشتها التي باتت الاختيار الأخير لي في قائمة القنوات الإخبارية المفضلة لدي؟!..فكل ما نراه هو دوار اللؤلؤة البحريني وهو يضج بالمخربين وخططهم القائمة على السقوط والتمثيل على الكاميرات في صعوبة التقاط الأنفاس من جراء الغازات المسيلة للدموع و(القمع) الذي يتعرضون له، بينما صيحات الشعب البحريني الأصيل واستغاثته للعالم بأن ينجده من التخريب والاعتداءات الدامية التي لحقت بالصغير والكبير إلى بيوتهم وبسيوف وسكاكين حملها هؤلاء المجرمون لم يكن لها محل في شاشة الجزيرة ولم تجد من يسمعها باعتبار أن القناة تعمل على إظهار من يكونون ضد الحكومة وليس من يدافعون عنها من باب إن ذلك إعلامياً يمكن أن يقلل من قيمة الخبر أو مركز أي قناة إعلامية بدأت عملاقة وتصر على أن تبقى كذلك!!.. أين الذين يوالون الحكومة اليمنية ويصرون على بقائها ويقفون بحكمة إلى جانب لغة العقل في ان بلادهم تحتاج إلى الحوار والنقاش وتغليب هذه اللغة على ما نشهده في ساحة الجامعة من قمع للبيوت المحيطة بالساحة ومنع ساكنيها من الخروج والدخول إلا بتفتيش وإجبارهم على موالاة المعارضين ومناوءة الحكومة على غير رغبة منهم؟!..أين هو (الرأي الآخر) في الاعتراف بأن اليمن لا يمكن أن يستنسخ شعبها منها تونس أو مصر أخرى أو أن تدخل حرب استنزاف فظيعة مثل الحرب التي تحدث بين الثوار والقذافي في ليبيا وإن على الجزيرة أن تكشف الحلقات المنظمة التي يرتب لها المعارضون في إظهار الوحشية التي تقدم عليها قوات الأمن الحكومية بينما في الحقيقة هناك غرف تنسيق لكل ذلك والقناة قادرة على كشف كل ذلك بمهنيتها المحترفة؟!..هذا ببساطة ما يجب أن يكون في عمق الشاشة لنصدق بأن (الرأي والرأي الآخر) ليست كلمات تعبئة وحشو وتزويق وتذويق بل كلمات كلما انطلقت حروفها تجد صداها لا يرسم شبيهاتها وإنما يعكسها لتكون رأياً ضد رأي وما نجحت به الجزيرة في ثورة الياسمين التونسية وثورة الخامس والعشرين من يناير المصرية وتحاول النجاح في ثورة السابع عشر من فبراير الليبية ليس بالضرورة أو المهم أن تستفرد بهذا النجاح في البحرين واليمن، فربما يكون السقوط في هاتين الأخيرتين باعتبار ان الحفر لا تسبقها عادة لافتة احذر أمامك حفرة!. فاصلة أخيرة: من تناول قلمي بالنقد الذي يناقش آرائي فأنا بحاجة إليه دائماً، ومن يتناول شخصي وشخصيتي بالسب والشتم فالحائط أولى به!، ومن يراني صغيرة على الكتابة فالنملة أصغر من حبة القمح!، ومن ينظر الى أنني كبيرة بقلمي وأسلوبي، فالكبر والكبير هو الله وحده!