09 أكتوبر 2025
تسجيلولائم كبيرة نقيمها في مجتمعنا القطري بشكل خاص والخليجي بشكل عام، خاصة في المناسبات مثل الأعراس (حفلات الزواج) والعزاء.. قبل عدة أيام كنت أحد المدعوين على تلك الموائد الكبيرة التي يحضرها مئات الأفراد في إحدى مناسبات الأفراح العديدة المنتشرة في أنحاء قطر..وبعد أن تم وضع العشاء لاحظت أن الصحون مغطاة كالعادة بورق القصدير حتى لا يبرد الأكل، وهكذا يقدم من المطابخ الشعبية لكل من يطلب الولائم. المهم حين تم رفع ورق القصدير لاحظت أن الورق من الداخل به سواد فتعجبت وقلت من أين يأتي هذا السواد.. وهل هو تأكسد من حرارة اللحم ؟! وما مدى تفاعل ذلك مع ورق القصدير؟ وغيرها من الأسئلة التي دارت في بالي قبل أن أضع يدي في الطعام، وبصراحة هذه الأسئلة بدأت تخيفني، وقللت شهيتي للأكل إن لم تقطعها نهائياً.. وظللت أبحث لها عن إجابة.. حتى تعرفت على أحد المختصين، وقال لي بالفعل إن ذلك تفاعل خطير قد يؤدي إلى أمراض قاتلة لا سمح الله، وبالطبع لم آخذ كل كلامه على أنه صحيح، لأنه لم يعطني إثباتا عمليا وهو ليس مصدرا رسميا ولكن رفع من درجة الخطورة لديّ.. وقلت يجب أن أحذر من هذا الأمر وأرفعه إلى الجهات المختصة في قطر للنظر فيه ولكني أحتاج أن أرى عينات أخرى من المطابخ الشعبية لأتأكد، وبالفعل ذهبت إلى أحد تلك المطابخ وطلبت منهم أن أفتح القصدير المغطى به الطعام وكان واضحاً تغير اللون من الداخل إلى اللون الأسود وذلك حسب كمية ونوعية ومدة بقاء القصدير على الطعام. وقد يلاحظ الكثير من القراء، خاصة القارئات وربات البيوت في المطابخ أن ورق القصدير يتغير لونه..أي يتفاعل بالحرارة، ولكن ما نتيجة هذا التفاعل وانعكاسه على الطعام، خاصة أن الكثير من الناس يلجأون إلى تغطية الطعام وهو حار بالقصدير ومنهم للأسف من يطبخ الطعام في القصدير نفسه، ومنهم من يشوي فيه حيث يلف الطعام ويرمى في النار وللقصدير استعمالات كثيرة يعرفها النساء والطباخون أكثر مني.. السؤال الملح والموجه إلى وزارة البلدية والبيئة لماذا لا يتم فحص ورق القصدير هذا، خاصة في ظل وجود الطبقة السوداء (التأكسد) عليه؟ وإفادتنا بمدى ملاءمة هذا النوع لتغطية الطعام، وذلك لتجنب أمراض قد تصيبنا ونحن لا نشعر بها عافانا الله وإياكم أجمعين. وإنني أعرف مدى الشفافية والمصداقية التي تتعامل بها الوزارة مع الجمهور الكريم، وذلك باهتمامهم بكل صغيرة وكبيرة من شأنها مصلحة المواطن والمقيم على هذه الأرض الطيبة، وقد كانت لي معهم أكثر من تجربة إيجابية، حيث كنت ألفت نظرهم ويقومون مشكورين بالمتابعة والاهتمام والحرص والتفاعل لما فيه المصلحة العامة وإنني أقدر ذلك لهم. فأتمنى من قلب مواطن محب لبلده ويشاركه كل المواطنين والمقيمين أن تقوم الوزارة بفحص عينات من ورق القصدير، خاصة ما يغطى بها الطعام وطمأنتنا في ذلك.. شاكرين ومقدرين عملهم. [email protected]