14 سبتمبر 2025

تسجيل

ادفع وأنت تضحك

17 يناير 2017

بعدما احترقت جيوبنا .. من يسمع شكوانا.. ومن يطفئ الحريق؟.الحريق باق.. ماعليك إلا أن تدفع وأنت ساكت، "ادفع" هي جملة مسيطرة على جيوبنا .. لاتستطيع الحراك أو الهروب أو الانطفاء .. هذه الجملة سعرات حرارية يومية شديدة .. تأخذك لعمق محيط النار.. تحرقك بصمت، لو صبرك وأنت تحترق!.لايشبه الاحتراق إشارات مبهمة جدولها المغادرة دون بقاء .. إنما هي حالة دائمة تصنع الصراع بينك وبين السوق .. إنك لست تاجرا يستغل الشارد والوارد .. إنما "يالمسكين" أنت يسمونك مستهلكا، في كل الحالات الضغط والدفع والسكر وتوابعها، إضافة إلى التعب والشقاء والمسؤولية وكما أنت جزء مهم من الواقع .. "بصمة وختم".. حكومي.. رغم أنك "مستهلك" تحمل عبارات الاستغاثة تدوّن داخلك أصنافا لوجع يومي.. يضحكون لأوجاعك.. ويرسمونها مايشبه الكذبة أو المزحة .. وأنت تطبل وتغني .. تعيش عيشة هنيئة طعمها لذيذ وأنت "تكذب الوهم .. وفي نفس الوقت تصدق الكذبة" ماعندنا غلاء .. تدفع وتضحك!.نخرج من بوابة الوجع، نصبر لنعيش.. أغلبنا أصيب بترف الوهم .. ربما لاأحد يسمعنا "الغلاء يذبحنا من الوريد إلى الوريد".. صارت همومنا "طرفة" نحن لانستوعبها في كثير من الأحيان! وهناك من لايصدق أن في حياتنا معاناة الغلاء!.على الراوي كما يدعي لا شكوى ولا أزمة أسعار .. لاجمرة ولانار .. الكثير من التجار لم يتمادوا في رفع نسبة الارتفاع للأعلى .. يقولون "الإيجار مرتفع" وليس لدينا "صيدة سهلة" سوى المستهلك .. وحال المستهلك يدفع بصمت ويحترق بصمت .. حتى صارت حياته مربوطة بوجع الصمت .. ورغم ذلك يقولون إن الوزارة تعمل من أجل حماية المستهلك!.عقولنا تاهت نحن نصرخ لكم .. أصواتنا أدمنت النداء.. يقولون الصبر جميل .. كم صبرنا وتأتي ردة الفعل بالخيبة.. ليس هناك من يردع هذا الغلاء، عليك أن تدفع بصمت ! كل شبر في الحياة، غلاء وأصبحت حياتنا بصمة موجعة اسمها الغلاء .. احترقت جيوبنا .. فمن يسمعنا!.آخر كلام: هناك من يتفرج على المعاناة، ومن يقبض من المعاناة، ومن يصفق ويفرح لشدة المعاناة!.