13 سبتمبر 2025

تسجيل

الإخفاق الخليجي وكأس العالم 2022

17 يناير 2013

نتناول هنا عادة في هذا العمود الاسبوعي قضايا تربوية تعليمية اجتماعية وخدمية نهدف فيها لتعزيز الإيجابيات في المجتمع القطري، كما ندرس السلبيات لتفاديها ووضع اليد على الجرح لأجل الإصلاح والنقد البناء، لا لأجل النقد بل لأجل التطوير والتحسين.. لكننا في هذا الاسبوع سنتناول قضية وطنية مهمة جدا كانت مثار الحديث طوال الاسبوع الماضي ألا وهي خروج منتخبنا الوطني خالي الوفاض في كأس الخليج 21 وهو الذي كان من المرشحين بقوة للظفر بالكأس الغالية على كل الخليجيين... وهنا لن نسكب الماء على اللبن المسكوب ولن نتحسر ونتأسف بل يجب أن نقف سويا للنظر في مكامن الخلل لكي نصلح من حالنا خصوصا أننا بتنا مثار تندر كثير من المغرضين والحاقدين ومثار تندرهم: ماذا ستفعلون في كأس العالم 2022 وأنتم المنظمون لها؟ هل سيكون مصيركم الخروج من الدور الأول وبالتالي تكتفون بشرف التنظيم ومن ثم المشاهدة والمتابعة؟ ومن وجهة نظري أن هناك مكامن للخلل سنذكرها تباعا ومن ثم سنحاول إيجاد بعض الحلول التي قد تفيد مخططي الكرة القطرية في المستقبل. ومن مصادر الخلل التي كانت مشاهدة هو افتقاد دورينا الكبير للمتابعة الجماهيرية مما أثر على مستوى المباريات فبالكاد ترى جمهور الكرة القطرية يحضر للمباريات بعزوف واضح لا ينكر والسبب في ذلك قد يعود لافتقاد الجماهير للمتعة الكروية التي كنا نشاهدها في التسعينيات وما بعدها بقليل كما افتقدت الجماهير للنجوم القطريين ذوي السمعة الذين يشكلون مع فرقهم رقما فريدا. كما أن اللاعب القطري ابن البلد.. الفنان.. الموهوب.. ذا المهارات العالية أصبح عملة نادرة وتتحمل ذلك الأندية بعدم وجود قاعدة قوية في مرحلة الناشئين والشباب وعدم وجود المؤسس لهم.. المدرب الذي يعرف التعامل مع هذه الفئة أصبح معدوما.. المدرب الذي يعلمهم مهارات كرة القدم الأساسية ويصقل مهاراتهم الموجودة. أتذكر أن نادي الهلال السعودي زعيم الأندية السعودية جلب قبل 40 سنة مدربا عالميا هو بروشتش لفئة الناشئين وتم الاهتمام بمدرسة الهلال الكروية فكان من نتاجه كابتن المنتخب السعودي صالح النعيمة وحسين البيشي ويوسف الثنيان وخالد التيماوي ومن بعدهم سامي الجابر ونواف التمياط وفيصل أبو ثنين وأصبح الهلال زعيما لآسيا وأصبح يرفد المنتخب السعودي بأفضل اللاعبين الذين جلبوا له البطولات الآسيوية ووصلوا مع منتخبهم لكأس العالم 4 مرات. كما أن من مكامن الخلل جلب الأندية للاعبين محترفين مستواهم يقل عن اللاعب المواطن فيفقد ابن البلد فرصته في الظهور لوجود ذاك المحترف والذي هو أقل منه مستوى أو قد بلغ من العمر عتيا وجلبه النادي لسمعته فقط لا غير دون النظر للفائدة الفنية التي قد يجنيها النادي فأصبح المتضرر الأكبر المنتخب الوطني الذي بات يوما بعد يوم يفقد عناصره الوطنية. ومن الأمور التي يجب التدقيق فيها عدم الشعور بالمسؤولية والروح الوطنية عند بعض اللاعبين فهو محترف تم تجنيسه وراتبه ماشي ماشي.. لذا رأينا بعضهم بعد الهزيمة يمضغ علكته الباردة غير مكترث بما حصل للجماهير القطرية المحسورة. ولكي نصلح بعضا مما فات فإني أقول لابد من وضع خطة استراتيجية طويلة المدى للنهوض بالكرة القطرية.. لا نريد كأس العالم 2014 أو 2018 بل الأهم لدينا كأس العالم 2022 التي نستضيفها على اراضينا وبين جماهيرنا. لابد من الاهتمام بفئة القاعدة (مراحل البراعم والناشئين والشباب) وتأسيس لاعب مواطن من مواليد 97 — 98 ويتم صقلهم وتأهليهم وتدريبهم على يد مدربين خبراء بهذه الفئة وإقامة معسكرات طويلة وقصيرة واحتكاكهم بفرق عالمية في بطولات دولية ليتعودوا على جو المنافسات العالمية ولماذا لا يتم إلحاقهم في أندية أوروبية لاكتساب الخبرة ولدينا فرق نملكها كباريس سان جيرمان وملقة وخلافهم ولنأخذ من اليابان وكوريا مثالا واضحا وماذا استفادوا من ذلك حتى أصبحوا يقارعون أعتى الفرق العالمية. لابد من وضع الثقة في المدرب الوطني وألا يكون مجرد مدرب طواريء وها هو المهندس مهدي علي مدرب الأمارات يتدرج من المنتخبات السنية حتى وصل وقاد الأولمبي الإماراتي ثم ها هو يقود الإمارات للنهائي الخليجي. لابد من استراتيجية واضحة للاتحاد القطري لكرة القدم ونحن نقدر الجهود التي يقوم سعادة الشيخ حمد بن خليفة بن أحمد آل ثاني للرفع من مستوى الكرة القطرية لكن لابد من جلسة مصارحة مع كل الأطراف والاستعانة بنجوم الكرة القطريين السابقين في الاتحاد القطري لكرة القدم لوضع اليد على الجرح وتلمس مكامن الخلل والنهوض بالكرة القطرية لمكانها الطبيعي. الحديث يطول لكن المساحة أقل.. تفاءلوا بالخير تجدوه.. مادامت لدينا قيادة رياضية سياسية تعي أهمية الاهتمام بالكرة القطرية وترصد لها الميزانيات الضخمة والمطلوب الآن نسيان ما مضى ووضع اليد باليد لنصل لمرادنا. والله من وراء القصد