11 سبتمبر 2025
تسجيلإن الإنسان الوطني المحب لوطنه هو الذي يغتنم المناسبات الوطنية واللحظات التي يعيشها الوطن فخورا بأبنائه، والإنجازات التي تتحقق على أرضه ليقف من خلالها على أهم الدروس الوطنية التي تنمي الولاء والانتماء الحقيقي للوطن، وذلك لأن الله لم يشرع أو يأمر بشيء لينتهي بانتهاء وقته، فسبحانه وتعالي يسوق إلينا الأمور لنقف عندها ونتدبر في أسرارها ومعانيها، وحتى نستفيد من كل الجوانب العطرة في سيرة أبناء الوطن الأوفياء وجب علينا أن نقتدي بهم ونتأسى بهم، فقطر أرض الأجداد تسمو بروح المخلصين المحبين لبلدهم، فحب الوطن والالتصاق به والإحساس بالانتماء إليه شعور فطري غريزي يعم الكائنات الحية جميعها، ولأن حب الإنسان لوطنه فطرة مزروعة فيه ولكن هل الوطن يعرف حقيقة حب أبنائه له؟ فالحب لا يكفي فيه أن يكون مكنونا داخل الصدر، ولكن لابد من الإفصاح عنه ليس بالعبارات وحدها وإنما بالفعل، وذلك كي يعرف المحبوب مكانته ومقدار الحب المكنون له، فهذا الوطن يحتاج إلى سلوك عملي من أبنائه يبرهنون له على حبهم وتشبثهم به.فإذا كان حب الوطن فطرة فإن التعبير عنه اكتساب وتعلم ومهارة، فإن شخصية الإنسان المسلم في أمس الحاجة الى بلورة هذه القيم وتقديمها على أساس متين من العقيدة الإسلامية، ويأتي ذلك من خلال هدي النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام الذين ترابطوا برباط الحب في الله وحب العطاء، فإن المناسبات الوطنية واليوم الوطني تجسد المحبة والولاء والوفاء لهذا الوطن الكبير بقيادته الرشيدة، وهو استمرار لمواصلة مسيرة العطاء والتنمية التي يعيشها الوطن وينعم بها كل مواطن، فإننا ندعو الله سبحانه وتعالى أن يحفظ لهذا الوطن دينه وأمنه ورخاءه، وأن يحفظ قيادته الرشيدة وأن نحتفل بهذا اليوم عاما بعد عام ونحن ننعم بنعمة الدين والأمن والرخاء، فإن مبدأ حب الوطن لا ينكره عقل ولا يرفضه لبيب إنه انتماء فريد وإحساس راق وتضحية شريفة ووفاء كريم وإنه أسمى أنواع الحب إنه الحب السامي الذي ينمو ويترعرع في نفوس أبناء الوطن وتقديم التضحية والفداء في سبيل الوطن، فالمجتمع جسد واحد والرابطة التي تربط أبناء المجتمع الواحد هي رابطة الإيمان بالله والولاء والانتماء لوطنهم الذي يعيشون في رحابه ويتغذون على خيراته مما يحملهم على المحبة لوطنهم والدفاع عنه.