14 سبتمبر 2025
تسجيلتمثل مناسبة العيد الوطني لدولة قطر، الإطلالة الحقيقية على الدور التاريخي الذي لعبته هذه الدولة منذ بواكير انطلاقتها وتميزها في لعب دورها الحضاري، وممارسة عطائها الثري، والإصرار على مواصلة التحدي لكسب رهانات المستقبل، والمساهمة في تيار البناء الإنساني المتدفق المعبر عن أصالة وانتماء الشعب القطري الذي حفر في الصخر من أجل إثبات الوجود، وأخذ موقعه تحت الشمس، ولعب دوره الحضاري كاملا. وفي مسيرة العطاء الوطني القطري الطويلة في العصر الحديث تتميز وتتألق نقاط جوهرية وإنسانية شكلت في مجموعها الصورة الراقية لتميز الإنسان القطري والذي يمتد وجوده الحضاري والإنساني لعقود تاريخية طويلة عاش على هذه الأرض المعطاء، وقدم من أجلها التضحيات، ثم حصد نتائج كفاح السنين، والذي أنتج التجربة القطرية الحديثة التي أرسيت دعائمها منذ مرحلة الاستقلال الوطني الناجز مطلع سبعينيات القرن الماضي، لتشكل اليوم تجربة ثرية ومتميزة في سجل الشعوب المتحضرة في العالم. دولة قطر اليوم وبعد التحولات العميقة والكبرى التي رسم معالمها سمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، والتي تواصلت وازدهرت مع عهد سمو الشيخ تميم بن حمد، هي اليوم نموذج ثري وأصيل لقدرة الإنسان القطري على اجتراح المعجزات، وعلى اختصار عقود التطور والبناء، وعلى القدرة الفذة على المواءمة مع روح العصر وقوانينه وأحكامه.دولة قطر العريقة بتاريخها بقدر ما هي متجذرة في أعماق التاريخ، بقدر ما هي شابة معطاءة بروح الشباب التي تسرها وحماس القيادة الشابة الطموحة التي تعرف جيدا طريق التنمية والتطور والنهضة الشاملة التي اكتسحت كل معاقل الجمود لتبني وتؤسس لتجربة حداثية متطورة هي الأروع والأنجح في هذه المنطقة الحساسة والمضطربة من العالم، لترسو السفينة القطرية في موانئ النجاح، وتنتقل من نهضة لأخرى في سلسلة طويلة وطموحة ولا تنتهي من قصص النجاح وإنجازاته الذي يظل على الدوام العنوان الدائم للتجربة القطرية.. إنه النجاح ولا شيء سوى النجاح الذي يميز كل سمات وخطوات القيادة القطرية الشابة التي نجحت بشكل لافت للنظر في كسب رهانات التحدي، وثقة العالم والعبور نحو آفاق تنموية كبرى أضحت مجالا لإعجاب ومتابعة الأعداء قبل الأصدقاء في مسيرة عمل وطنية حافلة بمواقف وإرهاصات مختلفة وعبر تحديات ومخاطر يعرفها كل من يروم لتغيير الأوضاع نحو الأفضل.لم تكن مسيرة التنمية والبناء في دولة قطر مفروشة بالورود والرياحين، بل كانت حافلة بمطبات وعوائق وتحديات استطاعت القيادة القطرية تجاوزها بأمان وفي زمن قياسي وفي ظروف إقليمية ودولية معقدة وحساسة كانت حافزا لبذل الجهد من أجل المزيد من النجاح والتألق.مسيرة التحديث والتنمية والعصرنة في دولة قطر تروي قصة كفاح شعب وقيادة لم تر غير النجاح طريقا للوصول للقمة والتربع على عرش الإنجازات الميدانية التي حولت قطر اليوم لخلية عمل نشيطة، ولدوحة حقيقية لضمان المستقبل، ولورشة متغيرات وإنجازات كبرى جعلت من دولة قطر الصغيرة قطبا سياسيا وماليا ورياضيا وإعلاميا يتجاوز كل ما هو مألوف، فحملة التغيير والعصرنة الكبرى التي قادها ورسم خطواتها تفصيليا الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، قد أسست لنموذج عصري وحداثي وطموح وناجح للدولة القطرية التي تمارس اليوم دورا قياديا مسؤولا ومتميزا على المستوى الأممي وليس المحلي أو الإقليمي فقط.قطر الجديدة الشابة الطموحة الناجحة تعانق المستقبل بسلسلة إنجازات كبرى يقودها الشيخ الشاب تميم بن حمد، الذي نهل من مدرسة الوالد العزيمة والإصرار والروح المثابرة لتعميق مسيرة الإصلاح والتغيير ووضع قطر على قائمة الدول الأكثر عصرنة وتطورا في المجموعة الدولية. شعب قطر الطيب الذي يحصد اليوم ثمرة الجهد والعمل الدءوب هو المادة الأولى والمركزية في معادلة النجاح، وهذا الشعب الذي خبر المعاناة وعرف قيمة الجهد والكفاح يأبى إلا أن يكون أمينا لتراثه وثقافته ودينه الحنيف وينحاز للحق ويمد يد العون والمساعدة وبذل الخير وهي من أهم صفات وسجايا الشعب القطري المعطاء.. نهنئ شعب وقيادة دولة قطر بعيدهم الوطني وهم يعيشون أفراح التغيير نحو الأفضل ويشاطرون أشقاءهم العرب في الشام والعراق واليمن معاناتهم، ويسطرون أروع صيغ ومعالم التضامن الإسلامي والإنساني. لقد تحدت مسيرة التحديث والتنمية في قطر كل العوائق ولم تلتفت أبداً للأصوات الحاقدة النكراء التي تحاول عبثا تشويه المسيرة وبث الأراجيف، لتبقى دولة قطر عنوانا شامخا للتألق والنجاح.. ففي النهاية لا يصح إلا الصحيح.