15 سبتمبر 2025

تسجيل

تحيّاتي لمن دمَّر حياتي

16 ديسمبر 2011

لماذا لا تحبين فتح؟! حينما وجه لي أحد الذين اعتز بمتابعتهم لنزوات وتقلبات هذا القلم هذا السؤال وعدته بأن يجد ضالة سؤاله في مقال اليوم آملة بأن أقنعه بجواب لا يمكن أن يكون ملماً بسؤال لو طلب إجابته من مائة ألف فلسطيني لأتته مائة ألف إجابة لا يمكن أن تتشابه إحداها والأخرى.. لماذا لا تحبين فتح؟! من قال إني أولاً إنني لا أحبها؟!..فليس بيني وبينها سوى العمار الذي يشبه لحد كبير الدمار بعينه.. الدمار الذي يظهر في غزة ولا شئ سوى غزة.. فليست إسرائيل المذنبة الأولى في كل ما يجري في هذا القطاع المظلوم الذي لا تظهر فيه الشمس حيث العدل مفقود والظلم موجود.. فتح والتي تتمثل في الحكومة الفلسطينية المتجسدة هي الأخرى في شخص الرئيس غير المتوج محمود عباس الذي اعتبره سلالة غير ناجحة لسلفه المرحوم ياسر عرفات الذي أثقل العالم قبلات وفي رحيله لم يجد من يذكرها حتى ولو من باب الحنين .. ليس بيني وبين فتح سوى تاريخ يمتد لأكثر من نصف قرن عشته محتلة الضمير مسلوبة الحرية منهوبة الأرض والعرض ..تاريخ يقول ان فتح بدأت منظمة تحرير ومازالت وحينما ارتقت (شطحت) فامسكت رأس الهرم الفلسطيني فكان هناك الرئيس ولم تكن حتى هذه اللحظة دولة الرئيس..لست في خلاف معها لكنني لست كذلك بمأمن منها فهي لا تعطي الأمان بقدر ما تروج له في اللقاءات والخطب والاجتماعات وإننا شعب لا يهزم ولا يمكن أن يكسر الإسرائيليون إرادته لكنهم بالتأكيد يستطيعون سحق إدارته.. ولا يمكن أن يكون بيني وبينها أيضاً ذلك الود الذي يجعلني أقول انها نجحت في استرداد شيء من قضية مستمرة منذ أكثر من نصف قرن تراوح مكانها ما بين البيت الأبيض وشرم الشيخ وأوسلو ومقر الجامعة العربية ومقر الحكومة الإسرائيلية وقبو الحكومة الفلسطينية.. من حقي أن أجاهر بمشاعري مادمت لا أملك دولة فكيف لحكومتها أن تقاضيني؟!..من حقي أن أرفع الصوت عالياً فالانتفاضة لا يمكن أن يتهامس بها المنتفضون الذين يبحثون عن دولة بين الركام وكرامة في الزحام حيث يكثر الحديث عن مشروع الدولة أو الدويلة كما يحب للكثيرين أن يلقبوها مادامت تحوي أرضاً لا يحكمها باب وقفل وشوارع ومدارس ومستشفيات وجامعات وأمان يرنو بخفة بين الرصفة وعزة تحوم في السماء وأمطار تتساقط لا نجد من يشاركنا فيها من أصحاب الطاقيات اليهودية ومساجد تستقبل الجباة ولا تكون أسلحة مسلطة عليها خشية أن يحمل رأس منها قنبلة موقوتة .. فأين فتح الفتوح فيما تفعله وهي تقبع تحت احتلال الفكر والسياسة والمضمون؟..أين فتح إن كنت أبحث في المعاجم عن معناها فإذا هي بشرى بنصر من الله و(فتح) قريب بينما الحقيقة تقول إنها (تتعنتر) على باقي الفصائل الفلسطينية وترى فيها العدو الذي يهدد الكيان الفتحاوي وليس العضيد الذي يمكن أن يساعدني لإنشاء (الدولة) التي تبدو هي الأخرى تعاني حتى من الإعلان الشفوي عنها رغم ان المسألة هي كلها حروف وحبر والأيام كفيلة بتغيير الحروف وبهتان الحبر وكان الله بالسر عليما .. حسناً يا سيدي.. لا أحبها لأنني أرى فيها ذلي ومهانتي وانكساري وهي السبب الرئيسي في آلام الديسك الذي أعاني منه وجعلني أحصي ما تحويه الطرقات رغم شعوري بأن السماء أجمل بكثير.. شعور مؤلم لا يمكن أن تشعر به فتح ما دامت تبحث عن الدولة في الخارج بينما شعبها يمثل بقوته وضراوته وإرادته دولة عظمى تنتظر الإعلان عنها رسمياً. فاصلة أخيرة: لا لن تموت أمتي.. مهما اكتوت بالنار أو الحديد لا لن تموت أمتي مهما ادعى المخدوع والبليد لا لن تموت أمتي كيف تموت؟!! فمن رأى قبل هذا ميتاً يموت من جديد؟!! (( أحمد مطر ))