06 أكتوبر 2025
تسجيلالساحة الإعلامية القطرية، تشهد تقدماً كبيراً، في الكثير من الجوانب الإعلامية المختلفة، سواء على صعيد الإعلام التقليدي أو الإعلام الجديد (وسائل التواصل الاجتماعي). يتفاوت ذلك التقدم بنسب مختلفة؛ فمثلاً في الإعلام التقليدي الرسمي للدولة نجد أن الإعلام المكتوب يحظى بنسبة كبيرة من حرية التعبير، وليست مطلقة، ولكنها تؤدي إلى توازن مطلوب بين شرائح المجتمع، وتعطي مساحة متميزة لإبداء الرأي.. لذلك استطاعت الصحافة القطرية أن تلعب دوراً مهماً، يؤثر في صناع القرار، وتعمل على تثقيف المجتمع وتمنحه الدور الريادي المطلوب، مع الأخذ بالاعتبار احترام الدين والعادات والتقاليد. أما الإعلام البصري والمسموع، فتقل فيه مساحة الحرية التعبيرية، وتكاد تنعدم!! أما الإعلام غير الرسمي ويتمثل في قناة الجزيرة، وبعض المواقع الإلكترونية، وبرامج التواصل الاجتماعي، فلديها مساحة كبيرة من الحرية في التعبير، وقد وضعت قطر في الخانة البرتقالية في تصنيف الأمم المتحدة لحرية الإعلام، وهي أعلى قليلاً من الخانة السوداء، التي تعني أنه لا حرية للإعلام في البلد. وقد أسهمت تلك المساحة من حرية التعبير، إلى تجاوب المسؤولين بشكل كبير مع ما يتطلبه المجتمع، وأصبح لهذا الإعلام متابعون، وانتشارٌ واسع وتأثير مباشر على أصحاب القرار.. إلا أن حرية إعلام التواصل الاجتماعي هذه أعطت الفرصة للبعض كي يبتدئ بسرد حقائق قد تكون غير واقعية ويتفاخر بها ويحرص على التقليل من أهمية غيره في مجالات مختلفة ويتبعه غيره بغير علم، وتخرج تلك الحرية عن الطريق الصحيح. ولا يقلل من مدى أهمية حرية الإعلام سوى بعض المتابعات القانونية، التي باتت تشكل دائرة خانقة للبعض، لو اتسعت أكثر مما هي عليه الآن. من خلال متابعاتي كإعلامي، ومدرب معتمد، من منظمة اليونسكو للتربية الإعلامية. لاحظت أن هناك تعطشاً لدى المجتمع القطري، لمعرفة طرق التربية الإعلامية الصحيحة، وكيفية تحصين نفسه بها. الكثير ممن تم إعطاؤهم دورات بهذا الخصوص، أصبحوا على دراية تامة بالتربية الإعلامية، وبات ذلك واضحاً في تعاملهم وشكوكهم للكثير من الرسائل الإعلامية، التي يتلقونها، مما يجعلهم يتحرون الدقة، ولا ينشرون إلا ما هو صحيح ومتميز. في نفس الوقت أرى أن الغالبية العظمى من المجتمع كما هو في باقي المجتمعات العربية لا تزال تنغمس في الكثير من التضليل الإعلامي، وهذا لا نجده في المجتمعات الغربية إلانادراً. وأرجع الأسباب إلى قدرة المسؤولين عن التعليم في المجتمعات الغربية على إدخال التربية الإعلامية في المناهج الدراسية، وأصبحت الناشئة لديها حصانة، وتعرف معنى التربية الإعلامية وتطبقها في حياتها بشكل سليم. كل ما نريد أن نوصله إلى الجمهوروالطلاب والمتدربين، هو معرفة معنى الرسائل الإعلامية بأنواعها المختلفة، سواء أكانت نصاً أو صورة أو فيديو، وفهمها وتحليلها ثم المشاركة بها، حتى يصبحوا واعين لما يدورحولهم من فضاء إعلامي واسع، وبذلك تتحقق لديهم تربية إعلامية صحيحة. [email protected]