18 سبتمبر 2025

تسجيل

سوريا بين الأمل والانتقام!

16 نوفمبر 2015

باريس تتفجر للمرة الثانية وربما الثالثة، وأنا هنا لست في محل رصد لعدد العمليات الإرهابية التي تعرضت لها فرنسا، لكني وبالطبع في محل رفض قاطع للإرهاب بكل أنواعه وأطيافه، بل إنني ضد أن يكون (الإسلام) هو الصفة لمنفذه، وهذا للأسف ما بات يُعرف عن الدواعش الذين يروجون للإسلام بالصورة المعوجة والمشوهة البعيدة كل البعد عن روح الإسلام وتسامحه، لكن لأننا أصبحنا على ثقة بأن ما كانت تسمى بـ (الثورة السورية) باتت مجرد حرب شوارع وحربا أهلية بين حكومة ومعارضة بفعل فاعل طبعاً وبمشاركة واضحة من معظم العرب الذين تلكأوا في مساعدة شعب سوريا الذي خرج قبل ثلاث سنوات، آملاً أن تتكرر النسخة التونسية في بلادهم ويفر بشار إلى إحدى الدول الخليجية التي باتت المأوى الحميم لكل فار من سجن أو هارب من غضب شعبه، فإن دخول أطراف كثيرة في قضية سوريا جعل هذه الثورة تنطفئ ويخبو وهجها ونظل نتذكرها كلما حدثت مجزرة يذهب ضحيتها المئات من الأطفال والشيوخ والشباب والنساء، لنبكي قليلاً ونقلب في عبارات الاستنكار، لعل إحداها تكون أقوى من الثانية ونعود لنهدأ، فأطباء السكري والضغط يوصون دائماً بأن نتجنب الانفعال ونحن نعشق صحتنا في النهاية، ولذا ننسى سوريا ومجازرها ومذابحها وما يفعله نظام بشار ونلتفت لما يمكن أن يأتي بعد ثورة سوريا من ثورات الربيع العربي، الذي تبدو نتائجه متأخرة قليلاً عن موسمه الذي يتأجل في كل مرة نعتقد بأن الاستقرار سيعود على دول الربيع للأسف!.. فما الذي جعل سوريا حتى الآن تحت مطرقة بشار القاسية الدموية وسندان التحالف الدولي الذي يشن غاراته على شعب سوريا، مصوراً الأمر وكأن الدواعش هم المستهدفون من هذه الغارات والسكوت العربي المتخاذل الذي بخل على الائتلاف السوري المعارض بكرسي سوريا في القمة العربية التي عقدت مؤخراً في الكويت وجاء ممثلو الائتلاف مثل الغرباء ويتوجه الدكتور أحمد الجربا إلى إحدى المنصات ليقول كلمة بسيطة لم تعبر عما في داخل السوريين من ألم وتهجير وحزن وأشباح الموت التي باتت تسكنهم في كل لحظة!، ما الذي جعل بعض الدول العربية والخليجية ترفض منح الائتلاف السوري الذي أعطته قمة الدوحة الماضية الحق في أن يتبوأ مكانه الطبيعي في القمم العربية كممثل رسمي لهذا البلد المحتل من قبل قوات بشار النجسة، إلا إذا كانوا يؤيدون النظام السوري البشع في كل ما يفعله في الشعب وفي أرض سوريا؟، لماذا لم يتكلم أحد من الموجودين ليقول كلمة حق لوجه الله وأن سوريا عليها أن تتحرر بمساعدة كل الدول العربية ولا يقع كل ذلك على عاتق دول معينة فقط؟..فكل هذا يدل على أن روسيا المستبدة فرضت كلمتها على أكثر من 22 دولة عربية وفوق هذا كله اعتمدنا جميعاً على ردة فعل الولايات المتحدة الأميركية المتواطئ فعلاً مع نظام بشار والرغبة الروسية في إبقائه يعيث ظلماً واستبداداً ووحشية في شعب أعزل ويدس بعض الجهات المناوئة لأهل السنة في سوريا لتخرج لنا بصورة شبه يومية بصور لقتلى سنيين يتم التمثيل بجثثهم صغاراً وكباراً وتكون النتيجة داعش وحالش ولا أدري من أيضاً يمكنه لعب أدوار وطنية أو قذرة في هذا البلد الذي يجب أن نتفق الآن أن ما يحدث فيه بات محل خلاف بين العرب أنفسهم خصوصاً بعد تفجيرات باريس التي أعطت زخماً أقوى وشرعية أكبر لأي انتقام فرنسي يمكن أن يحدث في أرض سوريا على أساس أن المستهدف طبعاً هو تنظيم الدولة، وفي الحقيقة أن هناك أرواحاً سورية ستكون هي ضحية هذا الانتقام الذي سيجد له من يبرره من المجتمع الدولي لفرنسا بغض النظر عن الأبرياء الذين سيسقطون منه، مع أنه ولو ادخرت كل دولة خليجية وعربية حاصل إنتاج برميل واحد من النفط لصالح الجيش الحر السوري، لكان بشار الآن إما مقتولاً أو هارباً أو معتقلاً أو مرمياً في حفرة صرف صحي ينتظر أحد الجرذان ليمنحه لقمة ما من إحدى القمامات! ولكن وآه ثم آه من حرف الاستدراك هذا الذي يمثل لي في كل مرة تحدياً في الاستطراد والاستمرار بحديث قلناه البارحة ونردده اليوم وسنغرد به غداً وبعد غد!عزيزتي سوريا:أنتِ في القلب إن كان هذا يرضيكِ! .. ولكن قلوبنا مريضة للأسف!فاصلة أخيرة:قطر.. الدولة الوحيدة التي منحت سفارة سوريا في الدوحة للائتلاف المعارض واستنكرت حجب كرسي سوريا عنه في قمة الكويت وهي من تنصره وتناصره .. اشهد أيها التاريخ