10 سبتمبر 2025
تسجيلمن الذي اغتال الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات؟ ما زال.. هذا السؤال يتردد بقوة. ولكن من دون إجابة قاطعة أو حاسمة. رغم تعدد لجان التحقيق منذ رحيله. غير أن تطورا نوعيا طرأ على هذا الصعيد. تزامنا مع الاحتفال بذكرى مرور 11 عاما على هذا الرحيل. يوم الثلاثاء الفائت.. تجلى في المعلومات الجديدة التي كشف عنها اللواء توفيق الطيراوي رئيس اللجنة الفلسطينية المكلفة بمتابعة ملف الاغتيال. في ضوء معطيات لجنتي تحقيق سويسرية وروسية قبل حوالي ثلاثة أعوام أكدت موت عرفات مسموما رغم نفي لجنة فرنسية تشكلت من عدد من قضاتها لهذه الفرضية. وتظهر هذه المعلومات أن الحلقات حول ملف عملية الاغتيال قد ضاقت. بيد أن ما تسعى إليه اللجنة في المرحلة الراهنة هو الأداة - حسب قول رئيسها- أي الشخص الذي قام بدس السم للزعيم الراحل وهنا يعلق بقوله: «عندما نصل إلى الأداة تكون أركان الجريمة قد كشفت تماما»، وهو ما يؤشر إلى أن عمل اللجنة الوطنية للتحقيق يتمركز حول كيف قتل عرفات، ومن يملك الإمكانيات التقنية العلمية لذلك؟ وفي هذا السياق. فقد عقدت لجنة التحقيق سلسلة من الجلسات مع العديد من الشخصيات التي عملت بالقرب من أبو عمار، وأخرى ترددت عليه، في خطوة أرادت من ورائها تحديد خيوط الجريمة. لكن هناك دائرة أضيق من تلك السابقة ستخضع للدراسة الأمنية – وفق مصادر فلسطينية - لمعرفة الشخص الذي قام بدس المادة المشعة لعرفات دون أن تكشف المزيد عن مجرى التحقيقات. ولا عن مساراتها في المرحلة المقبلة حفاظا على السرية. رافضة في الوقت ذاته. الحديث عن الفرضية التي وضع فيها البولونيوم لتسميم الزعيم عرفات، لكنها لم تنف ما ذهبت إليه زوجة الراحل سها عرفات بأن المادة كانت عبارة عن ذرة كالملح، وضعت له في شراب الشاي أو القهوة مؤكدة أن عملية التسميم جرت بدقة فائقة، وبطريقة غير متوقعة. وبالطبع فإن إسرائيل- وفق تأكيدات اللواء الطيراوي – ليست بمنأى عن عملية الاغتيال. فهي- في منظوره - المتهم الأول والأساسي والوحيد في قضية الاغتيال، وهو ما سوف تستمر لجنة التحقيق الوطنية في البحث عنه وتحديد أدلته وأبعاده خاصة أن النتائج التي توصلت إليها - خلال ثلاث سنوات من عملها المهني الصامت في إطار من السرية الشديدة وبعيدا عن الإعلام - قربتها من إثبات صحة فرضية استشهاد ياسر عرفات. وأن نتائج التحليلات ‘جاءت لتعزز ما توصل إليه التحقيق من القرائن والبينات في هذا الشأن. وحسبما يقول الطيراوي. فإن لجنة التحقيق اقتربت من الحقيقة وهي بصدد كشفها كاملة في اللقاء المقبل مع الإعلام. لاسيما أن أبو عمار-وفق ما تم التيقن منه من قبل اللجنة - لم يمت بشكل طبيعي، وإنما جرى اغتياله، وهو ما ترافق مع تصريحات مشابهة لزوجة الرئيس الراحل سهى عرفات التي رافقت زوجها في رحلة علاجه الأخيرة بمستشفى بيرسي العسكري الفرنسي حيث قضي هناك، أكدت فيها أنه قتل بمادة مشعة كانت موجود مع أحد الأشخاص، وأنه - أي الشخص القاتل -‘كان ينتظر الضوء الأخضر ليضع المادة في الوقت المناسب’. وهذه المادة - حسب ما عرفت من لجنة التحقيق السويسرية والتي تضم أفضل أطباء تشريح وتحليل في العالم - كانت عبارة عن شيء بسيط كحبة الملح أو السكر الصغيرة جدا، ووضعت في القهوة أو الشاي أو عن طريق حقنة، وأن الشخص الذي قام بوضعها على درجة عالية من الاحتراف، وأن كمية صغيرة منها بوسعها أن تقضي على حياة 40 إنسانا. وينطوي حديث أرملة الزعيم الفلسطيني الراحل عن أن شخصا كانت معه المادة. وكان ينتظر الضوء الأخضر على إشارة واضحة بأنه لم يكن من الزوار بل كان يقيم معه بشكل دائم في مقر المقاطعة برام الله، ومن ثم فإنه كان يمتلك القدرة والأسلوب على تنفيذ مهمته بسهولة. والمؤكد أن هذه المعلومات الجديدة. ستحدث نوعا من الاضطراب. لدى الأفراد الذين كانوا ضمن الحلقة الضيقة المحيطة بأبي عمار والذي كان يبدي ثقته فيمن اختارهم للعمل معه. منذ عودته للأراضي المحتلة في 1994 عقب اتفاق أوسلو الذي تم التوقيع عليه قبل ذلك بعام.