18 سبتمبر 2025
تسجيلمرة أخرى تسجل قطر انتصارا مدويا جابت أخباره أرجاء العالم كله، بإعلان الاتحاد العالمي لكرة القدم "الفيفا" براءة قطر من كل التهم المنسوبة إليها، بشراء حق تنظيم كأس العالم عام 2022، وهي براءة تأتي بعد أشهر من التحقيقات والاستقصاءات والمقابلات، شملت شهودا من كل أرجاء العالم. ولهذا فإن لهذا الانتصار طعما عالميا يمنح قطر المزيد من الثقة والمصداقية ويوجه لطمة كبيرة للمشككين والمرجفين والأفاكين، خاصة الصحافة الإنجليزية التي تعاملت مع تنظيم الدوحة لكأس العالم وكأن لها ثأرا شخصيا مع قطر.على أيَّة حال، سارت القافلة القطرية دون أن تصغي لأحد، واستمرت الآلة القطرية بالعمل، ليل نهار، لتنفيذ المشاريع التي تتطلبها استضافة هذا الحفل الذي تنتظره نصف البشرية على الأقل ويدخل كل بيت، فأكثر من 3 مليارات إنسان ينتظرون هذه البطولة على أحرِّ من الشوق، ولم يكن لقطر أن تستمر بالبناء وإنشاء المشاريع وصرف مليارات الدولارات لولا ثقة المسؤولين بسلامة موقفهم وقوة طروحاتهم.وربما وجهت هذه البراءة المدوية من لدن الفيفا لطمة مدوية للصحافة البريطانية ومن ورائها الفرنسية، التي لم تستطع أن تستوعب كيف تتمكن دولة صغيرة في الحجم من "بطح" بريطانيا وأمريكا وأستراليا وغيرها من البلدان، رغم ثراء هذه الدول وتاريخها في كرة القدم، وخبرتها في شراء الذمم وتفننها باستخدام سياسة "العصا والجزرة"، ولم تقدر على استيعاب أن الأفكار الجيدة والتخطيط المحكم والإستراتيجية القابلة للتنفيذ هي الأقدر على أن تحظى بثقة العالم كله، وهذا ما حدث، وهنا سأستخدم التصريحات التي أدلى بها رئيس كرة القدم الأمريكي الذي قال: وجدنا أنفسنا في مواجهة دولة منظمة وملف محكم وإجابة لكل سؤال، أما نحن فذهبنا بخيلائنا واعتقدنا أن العالم سوف يصوِّت لنا، وخسرنا بسبب الارتجال، وعلينا أن نلوم أنفسنا على ذلك.لكن الصحافة البريطانية ومعها الفرنسية بدل أن تقرّ بهزيمة الارتجال أمام التخطيط، والوعود أمام المشاريع، بدأت حملة مسعورة ضد قطر واستخدمت تعابير عنصرية وتهكمية وتحريضية، إلى الدرجة التي خرج فيها رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون وصرح على العلن: إن بريطانيا مستعدة لتنظيم كأس العالم عام 2022 إذا سحب من قطر.. لكن الفيفا خيبت أمله.الانتصار القطري في ملف تنظيم كأس العالم لكرة القدم دوت أصداؤه في كل مكان، لأنه انتصار للقيم والشفافية، فقطر حققت انتصارين كبيرين، الأول عندما قبلت تحدي الكبار وفازت بشرف التنظيم، والثاني عندما صرعت المبطلين والمزيفين والمشككين، وبهذا تكتمل الفرحة، ويزيد من الفرحة اتهام الفيفا لهؤلاء المبطلين بالفساد، والسعي وراء الوظائف بشكل غير عادل.الانتصار القطري انتصار لكل العرب، من المحيط إلى الخليج، وانتصار للمهمشين الذين تهمشهم المركزية الغربية التي ترى نفسها الأحق بكل شيء، وانتصار للجنوب المظلوم حتى بكرة القدم، وانتصار لآسيا التي لا تحظى بما تستحق من المكانة، رغم أنها تضم أكبر عدد من سكان العالم، وانتصار للقيم.مبروك لقطر الانتصار وتنظيم كأس العالم، ومبروك لجم الصحافة البريطانية والفرنسية الرداحة، التي كشف الفيفا كذبها، وألقمها ما تستحق.