12 سبتمبر 2025

تسجيل

الاتصال البيئي

16 نوفمبر 2011

استهل حديثي معكم اليوم بالمقولة التي مؤداها... البيئة إطار للحياة ومورد للثروات، إن ما تعرضت له البيئة وما زالت تتعرض له في كل مكان من أنحاء العالم، من إهدار بيئي متعمد، يجعل من الواجب على كل صاحب ضمير حي من شعوب العالم الحد من تفاقم الإهدار والتعدي ومحاولة إعادة الاعتبار للكيان البيئي ومفهومها لدى الإنسان. صحيح أنه من الضروري استخدام التقنيات الحديثة في شتى مجالات الحياة، لكن ينبغي العمل أيضا بضرورة التوسع في المسطحات الخضراء والغابات الشجرية ومتابعة رعايتها وإيقاف أي تدهور قد يصيبها وردع كافة عمليات التعدي العشوائي على تلك المساحات، ولعل التوسع في إقامة المحميات الطبيعية له من الآثار الإيجابية على صحة الناس وبيئتهم وحماية للبيئة ومكوناتها. ولعل من أهم الدعائم التي ينبغي أن تكون موجودة من أجل إيصال رسالة البيئة إلى الجميع تتمثل في وجود الاتصال البيئي، وهو العملية التي تكون بين مرسل ومستقبل في تداول الرسالة الإعلامية البيئية ورجع الصدى لها. ويعتبر الاهتمام بالجانب الاتصالي والإعلامي في قضايا البيئة أحد أهم المصادر التي يستقي من خلالها الجمهور المعلومات البيئية، وبالتالي يجب أن تأخذ وسائل الإعلام بعين الاعتبار الرسائل الإعلامية البيئية على كافة المستويات المقروءة والمسموعة والمرئية لتتناسب مع الجمهور المستهدف الذي تتوجه إليه تلك الرسالة، مع مراعاة كافة المداخل النفسية والاجتماعية من أجل تلبية الرسالة البيئية واحتياجات جمهور وسائل الإعلام. من جهة أخرى فإن الاتصال البيئي خارج إطار وسائل الإعلام المذكورة يتمثل في العديد من قنوات الاتصال الإيجابية الأخرى، مثل فتح قنوات اتصال فيما بين الجامعات والمراكز البحثية وكافة الهيئات والمؤسسات ذات العلاقة بنتائج الدراسات والبحوث البيئية. ولعل الاهتمام بالتربية البيئية غير النظامية عن طريق إنشاء الأندية البيئية على كافة المستويات الفعلية ولكافة المراحل العمرية وإعداد الأنشطة المناسبة لكل مرحلة والتي تتضمن كافة الجوانب التربوية، كما أنه ينبغي التأكيد على أهمية الدور الاجتماعي للمرأة في تنمية الوعي لدى الأطفال وهو الأمر الذي ينتهي باتخاذ القرار البيئي السليم. ومن خلال أهمية الاتصال والإعلام البيئي في خدمة البيئة ومساهمته في التربية البيئية، لابد من الإشارة إلى أنه من الأهمية بمكان إتقان مهارات الاتصال الرئيسية مثل الاستماع والكلام والقراءة والكتابة واستخدام الأدوات الميكانيكية والكهربائية والالكترونية للنجاح في مهمة نشر الوعي البيئي وتحقيق أفضل مردود من عملية الاتصال، مع التأكيد على ضرورة تجنب المبالغة في قضايا البيئة واستخدام لغة بسيطة مفهومة وأكثر عدد ممكن من الوثائق والإيضاحات التي تتصل في القضايا البيئية موضوع عملية الاتصال، إنها بيئتنا فلنحافظ عليها من الإتلاف والاستنزاف.