11 سبتمبر 2025

تسجيل

اليونسكو تعري حرّاس وعد بلفور

16 أكتوبر 2016

تلقت الحركة الصهيونية والكيان الإسرائيلي وأمريكا وبريطانيا صفعة كبيرة في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو"، التي صادقت على قرار ينفي وجود ارتباط ديني لليهود بالمسجد الأقصى وحائط البراق، صوت ضد قرار "اليونسكو" 6 دول تضم الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وهولندا وألمانيا واستونيا ولاتفيا، وجميعها تنتمي إلى الفضاء المسيحي الأوروبي. صوت لصالح مشروع القرار الذي قدمته 7 دول عربية هي: المغرب والجزائر ومصر والسودان ولبنان وقطر وسلطة عُمان، 24 عضوًا من الدول الأعضاء، وامتنع 26 عضوا عن التصويت.الملاحظ أن 26 دولة امتنعت عن التصويت وهي الدول الأوروبية جميعها، وانتقلت دول مثل فرنسا والسويد وسلوفينا والهند والأرجنتين وتوجو، من موقف المؤيد إلى الممتنع عن التصويت فيما تغيب ممثلو جمهورية تركمنستان وصربيا.وصوتت 24 دولة لصالح القرار الفلسطيني وهي البرازيل، والصين، ومصر، وجنوب إفريقيا، وبنجلادش، وفيتنام، وروسيا، وإيران، ولبنان، وماليزيا، والمغرب، وماوريتسيوس، والمكسيك، وموزنبيق، ونيكاراغوا، ونيجيريا، وعمان، وباكستان، وقطر، وجمهورية الدومينيكان، والسنغال، والسودان.في قائمة الدول المدافعة عن "يهودية" المسجد الأقصى الأعداء التقليديين للشعب الفلسطيني وهما أمريكا وبريطانيا، وفي ساحة "اليونسكو" شاركا في "الحرب الثقافية" ضد الأمة العربية والإسلامية والشعب الفلسطيني، لأنها تريدان من العالم أن يعترف بالمسجد الأقصى والحرم الشريف "منطقة دينية يهودية"، وللأسف فإن دولا مثل ألمانيا وهولندا ودول البلطيق "استونيا ولاتفيا" انضمت إلى الجوقة المعادية، والتي تشارك في الحرب ضد المقدسات الإسلامية في القدس الشريف. وهنا أيضًا لابد من تسليط الضوء على حقيقة أن الدول الأوروبية بالإجماع لم تساند مشروع القرار العربي.أوروبا كلها بلا استثناء لا تزال تعيش في حقبة الحروب الصليبية، بالسر والعلن، ولا تزال تعيش في أوهام الأساطير اليهودية التي تعشعش في رؤوس زعمائها ونخبها السياسية، ولا يقيمون وزنا للعرب والمسلمين ومقدساتهم، وعلى بعد 100 عام من وعد بلفور الذي أعطت بموجبه بريطانيا فلسطين لليهود، لا يزال الأوروبيون هم حراس وعد بلفور، الاحتلال الصهيوني والأساطير المؤسسة للكيان الإسرائيلي.المجاملة لا تنفع أبدا، وعلى العالم الإسلامي كله أن يتعامل مع المصوتين ضد قرار "اليونسكو" بعدم علاقة اليهود بالحرم الشريف والمسجد الأقصى على أنهم "أعداء حقيقيين"، لأن هذا الموقف ليس إمعانا في العداء للأمة الإسلامية والأمة العربية والشعب الفلسطيني، بل إعلان حرب على أقدس مقدسات هذه الأمة.المجتمع الدولي، باستثناء أمريكا وأوروبا، لا يوافق على الاحتلال الإسرائيلي وتزييف التاريخ، فالعالم قال كلمته، وعلى الحكومات العربية أن تعمل على فك "الاحتلال الثقافي" و"غسيل الدماغ" الذي استمال بعض الدول غير الغربية، فلا يعقل من دولة مثل الهند يعمل الملايين من عمالها في الخليج العربي أن تمتنع عن التصويت، وكذلك دولة مثل الأرجنتين، ودولة إفريقية هي توجو.. هذا يعني أن هذه الدول واقعة تحت التأثير الصهيوني، وعلينا تحريك المسلمين في هذه الدول للضغط على الحكومات، ومن الجنون أن يعجز 100 مليون مسلم هندي على إجبار حكومتهم على التصويت لصالح قرار عربي- إسلامي، وهذا يكشف أن الحركة الصهيونية استطاعت أن "تخترق" دولة مهمة مثل الهند، كذلك لابد من الاهتمام بالأرجنتين وتوجو وغيرها من الدول.قرار اليونسكو مهم وخطوة في الاتجاه الصحيح، لكنه يحتاج إلى المزيد من العمل العربي والإسلامي لعزل الكيان الإسرائيلي وأمريكا، فعلى الأقل لا يوجد في هذه المنظمة الدولية "فيتو" لأحد من بلطجية النظام الدولي.