01 نوفمبر 2025

تسجيل

The System is down

16 أكتوبر 2016

هناك كثير من الخيال الذي يذهب إلى فكرة ماذا يفعل الإنسان يوم تتوقف الآلة والمقصود بالآلة هنا التكنولوجيا الحديثة وما يعرف بـ System التي بات الاعتماد عليها في كل مناحي الحياة، ولك أن تتخيل إذا انقطعت الكهرباء فقط عن مستشفى أو مطار أو أي مصلحة حكومية كيف سيكون الوضع . وبالبحث في شبكة المعلومات عن توقف الآلة وجدت قصة بعنوان الآلة تتوقف (بالإنجليزية : The Machine Stops) هي قصة خيالية، (خيالي علمي بحت) قصة قصيرة تتكون من (12,300 كلمة) بقلم الكاتب إي. إم. فورستر، نشرت القصة أول مرة في جريدة أكسفورد و كامبريدج ريفيو في نوفمبر 1909، وأعيد نشرها في كتاب فورستر "اللحظة الأبدية" "وقصص أخرى" في عام 1928، وتم التصويت لها بأنها إحدى أفضل القصص القصيرة حتى عام 1965، وأدرج في نفس العام في كتاب المختارات "قصص قصيرة حديثة". وفي عام 1973 أدرجت أيضا في كتاب "قاعة مشاهير الخيال العلمي، المجلد الثاني". تبرز القصة بشكل خاص بتنبؤاتها التكنولوجية الجديدة مثل التلفزيون والإنترنت، وتدور القصة في عالم ما بعد الدمار حيث يعيش البشر تحت الأرض لأن السطح غير قابل للحياة، وهم يعتمدون في حياتهم على آلة ضخمة توفر كل احتياجاتهم، وفجأة تتوقف تلك الآلة فتنتهي الحياة، وطبعا هذا خيال ولكن كما لا يخفى عليكم فإن جزءا منه يتحقق كل يوم.وإليكم هذا المشهد الذي حدث معي أنا شخصيا عندما كنت في زيارتي للمركز الصحي التابع لي، وطلبت مني طبيبة المركز أن أعمل بعض التحاليل المعينة، ولابد أن آتي يوم غد وأكون صائمة لعمل تحاليل هامة وبالفعل جئت في اليوم التالي صائمة استعداداً لعمل التحاليل، وفوجئت بأن النظام لا يعمل أو ( السيستم واقع ) كما لفظته الموظفة، وعلي أن آتي في اليوم التالي صائمة أيضا، فطبعا ثرت وغضبت فلاقاني إداري المركز وقال لي: إن النظام لا يعمل حتى في مؤسسة حمد الطبية، وقال حتى لو استلمت منك التحاليل فإن مؤسسة حمد لن تستلم مني أي تحاليل ورقية لأنه أصبح التسليم والاستلام عن طريق النظام الإلكتروني System فقط، فقال لي علي أن أعود غدا لأبدأ من جديد، وهذا مثال سهل لأنني أستطيع ذلك ولدي القدرة على القدوم غدا وصيام يوم آخر، ولكن ماذا إذا كان هناك مئات المرضى في مستشفى حمد في حاجة إلى تقارير ونتائج تحاليل ودخول وخروج مرضى كل ذلك تم إيقافه مع تعطيل System السيستم الواقع .لذا فنحن هنا لا ننكر أن للتكنولوجيا المستخدمة في القطاع الصحي أوجه إيجابية كثيرة منها تسهيل العمل وما أسهمت بهِ الثورة العلميّة والتكنولوجيّة في مجال مكافحة الأمراض، وتطوير المضادّات الحيوية وهو ما يُدعى بالتكنولوجيا الطبيّة الحيويّة، وأيضا مساهمة الأجهزة الطبيّة الحديثة في مجالات تخطيط القلب والتصوير الإشعاعي في تشخيص الأمراض، والوصول إلى نتائج مُذهلة في هذا النطاق، أضِف إلى ذلك إدخال التكنولوجيا في أجراء العمليّات الجراحيةّ المعقّدة والدقيقة والجراحة بالمنظار والقسطرة، وكذلك تكنولوجيا صناعة الدواء مما ساعدَ كثيراً في شفاء الحالات المُستعصية، وتسهيل العمل على الطاقم البشري من أطبّاء وممرضين وصيادلة، ونعلم جيداً أن أي نظام فهو في النهاية لم يطبق إلا من أجل الصالح العام فطبعا الحس الصحفي لم يقف إلى هذا الحد بل واصلت في التحقيق في الموضوع حتى سمعت من المدير الإداريأن أي نظام له سلبياته وإيجابياته كما ذكرنا، ولكن لا ننكر أنه ساعدنا في توضيح تام للتاريخ المرضي للإنسان، ولكن قال إنه أيضا يجب ألا نعتمد على النظام بالمطلق، وعلينا أن نعلم أن الاعتماد بشكل مطلق على التكنولوجيا خطأ ويجب أن يكون له بديل يدوي بشري في حالة توقف الآلة System عن العمل حتى لا تشل حياتنا وتتوقف فجأة مما يعرض حياتنا وحياة أبنائنا، والآخرين لخطر لا يعلم مداه إلا الله سبحانه، ونسأل الله الصحة والعافية للجميع وسلامتكم .