17 سبتمبر 2025

تسجيل

من قتل لوركا؟

16 أكتوبر 2015

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); وعرفت أنني قُتِلتوبحثوا عن جثتي في المقاهي والمدافن والكنائسفتحوا البراميل والخزائنسرقوا ثلاث جثثٍونزعوا أسنانها الذهبيةولكنهم لم يجدوني قطهكذا تحدث عن تفاصيل موته «فريدريكو غارسيا لوركا» الشاعر «الغرناطي» كما كان يحب أن يصف نفسه. المولود في فوينتي فاكيروس بغرناطة في 5 من يونيو 1898، والمقتول على يد الفاشيين في بدايات الحرب الأهلية الإسبانية، في موضع غير محدد بين قرى فيثنار وألفاكار، على التلال القريبة من غرناطة، في نحو 19 من أغسطس 1936، أو قل إن هذا هو التاريخ الذي شوهد فيه حيا للمرة الأخيرة، حسب شهادة ـ غير مؤكدة، أدلت بها منذ بضع سنوات، عجوز قالت إنها كانت صديقة لحبيبة «لوركا» وذكرت أنها كانت تحمل إليه الطعام يوميا في محبسه، وأن الجنود أخبروها في صبيحة ذلك اليوم أن هذا الذي تأتي له بالطعام لم يعد لديهم. وقالت إن أحدا لم يعثر على جثة «لوركا» لأنه لم يصل إلى حيث أعدم الباقون، بل قتلوه في الطريق ضربا بكعوب البنادق لأنه «صديق العرب» كما راحوا يقولون من بين سبابهم له.وهي قصة تبدو أكثر اتساقا من قتله بتهمة الشيوعية، التي لا تفسر اختفاء جثته وحده، وأكثر منطقية مما جاء في كتاب "الحقيقة حول مقتل غارسيا لوركا: تاريخ عائلة" من وجود خصومات عائلية دموية، انخرط فيها أبوه، إذ لم يصب الأب نفسه أذى. وأما ما قاله "د. محمود علي مكي" من أن "مقتل لوركا على يد ذلك النظام (الفاشي) تهمة باطلة فلم يكن للنظام مصلحة في قتله، بالإضافة إلى أن هذا النظام لم يكن قد تحددت ملامحه بعد" فيرد عليه بأن الأنظمة الفاشية تقتل أكثر ما تقتل للشك ـ لا للمصلحة ـ وأثناء نشأتها، وليس بعد استقرارها.ويدعم رواية العجوز أن «لوركا» أدلى بحديث لمجلة «جالو» الأسبوعية ـ قبيل قتله ـ قال فيه «لقد كان سقوط غرناطة الإسلامية (1492م) لحظة مشؤومة وإن كانوا يقولون عكس ذلك، لقد فقدنا منذ تلك اللحظة حضارة جديرة بالإعجاب والبقاء. فقدنا شعراً، وعلم فلك، وعمارة، وفنّاً، ورهافة حس لا مثيل لها في العالم. لكي تتحول ديارنا بعد ذلك إلى مدنية فقيرة، جبانة، وأرض جدباء تسودها أسوأ أنواع البورجوازية الإسبانية». كما أدلى بحديث لمجلة «السول» قال فيه: «أنتمي لغرناطة التسامح. غرناطة ما قبل السقوط في يد الكاثوليك».