29 أكتوبر 2025
تسجيلفي بداية أول يوم دراسي لي في الصف الرابع الإبتدائي دخلت علينا إحدى المعلمات وخصصت أول حصة للتعرف على جميع الطالبات، وأحد الأسئلة كان عن المهنة والتخصص الذي نود أن نعمل فيه في المستقبل، فبدأت جميع الطالبات بالإجابة بالدور..وكانت إجابتهن تدور حول الطب والهندسة وتصميم الديكور والتدريس..وعندما وصل دوري وقفت وأجبت: "إدارة أعمال" فردت علي ساخرة: "إدارة أعمال في ماذا؟" و "هل تعرفين ماذا يعني هذا التخصص؟"، قلت لها أني لا أعرف التفاصيل، ولكني أتوق لدراسة هذا التخصص في المستقبل. تألم قلبي الصغير قليلاً بعد أن جعلت الصف يضحك على إجابتي ولكني ابتسمت وجلست مكاني بدون أن أضيف المزيد من الكلام.والآن وبعد ١٦ عاماً من هذا الموقف، تخرجت من المملكة المتحدة حاملة معي شهادة الماجستير في الأعمال الدولية والمالية وحصلت على جائزة للتميز الطلابي في بريطانيا لعام ٢٠١٤، بالإضافة إلى بكالورويس إدارة الأعمال والمحاسبة الذي حصلت عليه سابقاً. لا أعرف عنوان معلمتني الآن، ولكني أحب أن أشكرها كثيراً، فتشكيكها في قدراتي وطموحي أشعل نار الحماس للعمل لدى على الوصول إلى هدفي وأمنيتي التي كانت تعيش في قلبي وفكري منذ الطفولة.سوف يكون في حياتنا الكثير من الأشخاص الذين يشككون في قدراتنا، وقد يكونون أحياناً أكثر من الأشخاص الذين يشجعوننا.. ولدينا خياران: إما أن نستمع إليهم ونسمح لكلامهم باختراق قلوبنا وتحطيم طموحنا، أو نحوله إلى مصدر تشجيع وتحد لنا.. وعلينا ألا نتسرع أو نستعجل في الحصول على النتيجة لنثبت لهم ذلك، بل أن نركز على طريقنا حتى لو استهلك حلمنا الكثير من الوقت والجهد وسنوات طويلة من عمرنا.. فالتركيز على الوصول إلى الهدف الأساسي أهم من الاستعجال لتحدي الآخرين.. يقول توماس اديسون: "الأهم من أن تتقدم بسرعة هو أن تتقدم في الاتجاه الصحيح"نحن لسنا مسؤولين عن ما يخرج من أفواه الآخرين من نقد أو سخرية أو تقليل من شأن قدراتنا، فنحن لا نستطيع السيطرة على عقول الناس أو إجبارهم على الإيمان بنا، ولكننا مسؤولون عن ردة فعلنا، ونستطيع السيطرة على أفكارنا والإيمان الذي نزرعه في أنفسنا للتقدم إلى الأفضل والاستمتاع بحفلة الإنجازات حتى لو كانت بعد سنوات طويلة من العمر.