19 سبتمبر 2025
تسجيلوجودنا في مجتمع ولدنا وعشنا فيه نحن وعائلاتنا يجعلنا نشعر بالانتماء لأشخاص مثلنا.. قد يحملون نفس جوازاتنا.. ونفس أسماء عائلاتنا.. والأغلب نفس ديانتنا.. وربما نمارس كلنا نفس الطقوس اليومية الروتينية.. في الاستيقاظ صباحاً.. والعمل.. والقيلولة والذهاب إلى نفس الأماكن الترفيهية والمطاعم.. والأكيد أننا قد نأكل نفس الوجبات الخليجية بأوقات وأيام قد تكون مختلفة عن بعضها البعض.. وجودنا معاً.. يعطينا الفرصة بأن نجعل من مجتمعنا أفضل.. أو أسوأ.. وكلنا نريد الأفضل لمجتمعنا.. ولكن عندما يطغى هوس المجتمع علينا بكل تفاصيل حياتنا.. يكون في هذه الحالة شيئاً سلبياً يعكر صفو حياتنا..ستعرف أنك تحت تأثير هوس المجتمع عندما تسأل نفسك أولاً (وش بيقولون الناس).. قبل أن تسأل نفسك إذا كان الله سيتقبل ما تفعله..عودنا مجتمعنا إذا أخطأنا أن نلتفت يميناً ويساراً لنتأكد أن أفراد المجتمع لم يرونا.. ولم يعودنا أن نرفع رأسنا إلى الأعلى لنستغفر الله.فأصبح أفراد المجتمع يخشون من كلام الناس بسبب أخطاء صغيرة وقعت أمامهم بالصدفة.. ولا يستغفرون الله على أخطاء كبيرة رآها الله وهم متعمدون فعلها.ففعل صغيرة أمام الناس قد تخيفهم.. أكثر من فعل كبيرة رآها الله.عودنا مجتمعنا أن نستعجل بمشاركة الأحزان حتى يتأكد الناس بأننا حزينون مثلهم.. وعودنا على أن نخفي فرحتنا عن المشاركة بها حتى لا نُصاب بالحسد.فأصبحنا نخفي الأخبار السارة حتى على أقاربنا.. فقط حتى لا يحسدونا عندما نحصل على ما يفتقدونه هم،علمنا مجتمعنا ألا نشتري حقيبة أرخص من معارفنا حتى لا نكون أقل منهم.. ولم يعلمنا أن نتصدق بسعرها لمن كان سعر الحقيبة قوتاً له ولأبنائه.علمنا أن نسافر مثل (بيت فلان) حتى لو على حساب قرض سيكسر ظهورنا طول السنة.. وعلمنا أن نشتري أحدث أنواع السيارات حتى لو قضينا على كل ما نتقضاه من راتب تعبنا من أجله طول الشهر.بدون المجتمع سنعيش وحيدين.. ومع هوس المجتمع ستتأثر حياتنا سلبياً.. علينا أن ننهض بمجتمعنا للأفضل.. وأن ننافس بعضنا البعض في أمور الخير من تطوع لخدمة المجتمع.. أو مساهمة أبناء المجتمع في تكاليف أعراس أبناء الوطن.. أو البحث عن المحتاجين في الوطن لنقدم لهم المساندة.. حتى لا ينام بيننا فقير ولا جائع.. على المجتمع أن يتكاتف في عمل الخير والرقي بالوطن.. لا التكلف بأحدث أنواع السيارات والماركات والمنازل..علينا أن نتغير اليوم.. الآن في هذه اللحظة.. فليس هناك وقت للتأجيل.. فالتسارع بالخير يحتاج إلى حماس سريع التطبيق.. نريد مجتمعاً نعيش به براحة ورُقي ونقاء.. دائماً من أجلنا ومن أجل الأجيال التي ستأتي بعداً.. وليس مؤقتاً حتى ينتهي كأس العالم.. أو حتى يأخذ العالم صورة جميلة عن قطر.. فنحن نبحث عن الجمال.. من أجلنا.. من أجلنا نحن فقط.. فنحن من نعيش هُنا في هذه الأرض التي احتوتنا.. ومن واجبنا أننرد لها المعروف بأن نجعلها مكاناً أفضل للحياة..تهاني الهاجري@[email protected]