18 سبتمبر 2025

تسجيل

تصفيق حار.. لوزارة التعليم والتعليم العالي

16 أغسطس 2020

فقط أيام معدودة، وتضبط ساعات المنبه، وتقرع أجراس المدارس، وتعود عجلة التعليم إلى سابق نشاطها وبصورتيها التقليدية أو المستحدثة أون – لاين. دولة قطر ـ من خلال وزارة التعليم والتعليم العالي ـ وفرت المنصات التعليمية المختلفة عبر قنواتها الرسمية وعبر محطات التلفزيون. وسخرت كافة الإمكانات التقنية والعلمية والفنية من أجل استمرار عمليتي التعليم والتعلم الذي هو واجهة التقدم الحضاري لأي بلد. كنت عضوا في اجتماع تحضيري لبناء منصة تعليمية جبارة في دولة قطر يمتد أثرها لكافة الدول العربية فضلا عن الناطقين باللغة العربية من قاطني الدول الأجنبية. ويوجد أيضا في جامعة قطر المركز الوطني لتطوير التعليم التابع لكلية التربية يطرح العديد من المبادرات المتعلقة بالطالب والمعلم وولي الأمر. وقطر فاونديشن تطرح العديد من المنصات المميزة لتحقيق أهداف التعلم النوعي وإنتاج مخرجات ذات قيمة مضافة لمجتمع 2030 القطري والعربي. أغلقت المدارس في دولة قطر مؤقتا في الأسبوع الأول من مارس 2020، وتم الإعلان عن البدء بالتعلم عن بعد، بعدها بأربعة أيام من نفس الشهر. 4 أيام فقط هي فترة الشهيق والزفير الذي احتاجت له طواقم التربية والتعليم كي تنتقل من الطاولة والكرسي داخل فصول المدرسة، إلى عالم المنصات التعليمية من خلال الحاسوب داخل المنزل. إن 48 ساعة الذهبية تلك تستحق معها أن تدخل دولة قطر موسوعة غينيس وتستحق الإشادة من قبل اليونيسكو. حقا إنه عمل جبار بصمت في الوقت الذي يبدأ معه بعض دول الخليج - مثل دولة الكويت - استكمال العام الدراسي الفائت، صباح اليوم بعد تجميد الدراسة فيها لمدة ستة أشهر. شكر النعمة يأتي على أشكال وصور غير منتهية من ضمنها أن يذاكر الطلاب بدافعية عالية خلف شاشات الكمبيوتر، للاعتراف بجميل هؤلاء المعلمين الذين يعملون عن بعد، والثناء على الجهود التي تقف وراءهم من طواقم إدارية في الوزارة والمدارس. في شهر فبراير الماضي كنت في زيارة لسعادة الأستاذة فوزية الخاطر الوكيل المساعد للشؤون التعليمية بوزارة التعليم، لشكرها على جهودهم في إنجاح ملتقى اليوم التربوي المميز الأول الذي عقد في جامعة قطر 15 فبراير 2020، وكان حديثنا أيضا حول قضايا مختلفة من ضمنها التخطيط الجاد للتوجه نحو الرقمنة والتعليم الإلكتروني. يوجد الكثير ممن يبالغ في مدح ما يقوم به الموظفون على تأدية واجبهم، إلا تلك الجهود النيرة التي تقوم بها وزارة التعليم والتعليم العالي فإنها لم تأخذ حقها من الشكر. وللأسف انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي بعض صور ومشاهد أثناء أزمة كورونا تسخر من المعلم أو الأستاذ الجامعي وهو يؤدي دوره بإخلاص خلف الشاشات، وأعجبتني ردة فعل الدكتورة عائشة فخرو من كلية التربية بجامعة قطر بالضجر الصريح والمحاولة الجادة لوقف مثل هذه المساهمات غير اللائقة في حق المعلمين وأساتذة الجامعة. فالمعلمون في دولة قطر يكفيهم فخرا أن نقارن بين ما تقوم به هذه الوزارة بجهود نظيراتها في الدول الخليجية أو العربية لكي تشعر بامتداد رقبتك كزرافة كهلة في غابات أستراليا. المعلم يستمتع أثناء تأديته رسالته، والإداري والقيادي في المدرسة هم السند والعون لهذا المعلم، والقطاع الإداري في مبنى الوزارة هو المظلة الحقيقية لكل تلك الجهود التي تهدف في النهاية إلى ظهور مخرجات تعليمية تصب في سوق العمل أو تلتحق في الجامعات المحلية أو العربية أو الأجنبية. أتذكر بعض المشاهد المسرحية في "مدرسة المشاغبين" وأستغرب كيف حازت على شعبية كبيرة جدا في حين أنها كانت لا تعطي المعلم حقه في التقدير، وتنتقص من دور مدير وقائد المدرسة. لا أعرف كيف مرت على جهات الرقابة؟؟!! نحن نشد على أيدي أبنائنا الطلاب وهم يسعون من خلال تعلمهم أن يكونوا لبنة حقيقية في بناء الوطن، ونشد على أيادي معلمينا الأفاضل الذين يخلصون في عملهم ويضعون نصب أعينهم تلك المسؤولية العظيمة في بناء الأجيال. ونشد على أيدي تلك الحشود الكبيرة من الجنود المجهولين في أروقة وزارة التعليم والتعليم العالي. آخر المطاف: قم للمعلم وفـه التـبـجـيـلا.. كــاد الـمـعـلم أن يـكـون رسـولا. دمتم بود [email protected]