30 أكتوبر 2025
تسجيلبكل تأكيد فإن الحياة قبل ظهور مواقع التواصل الاجتماعي كانت تختلف بشكل كبير عن الحياة بعد ظهورها٬ ومظاهر الفرق ومدى تأثير تلك المواقع على حياتنا سلبا وإيجابا٬ تحتاج إلى عدة مقالات ليس وقتها الآن، لأننا وبكل بساطة أمام ثورة في تلك المواقع وتطوير وتحديث يومي ومنافسة باتت دامية وشرسة من أجل الفوز بأكبر عدد من المستخدمين من أجل الحصص الإعلانية والاستحواذ على معلومات وبيانات تقدر قيمتها بالمليارات وقت الحاجة إليها . ومؤخرا أعلن موقع تويتر عن إزالة حد 140 حرفا في الرسائل المباشرة، ليستمتع المستخدمون بإرسال الرسائل بكل سهولة دون التقيد بعدد حروف معينة، في محاولة لمواكبة المنافسة والتفوق على تطبيق التراسل الفوري الأشهر واتس آب وموقع فيس بوك. وتفاصيل الخدمة الجديدة وفقًا للموقع الإلكتروني لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية، بدأ التحديث الجديد الوصول لعدد من المستخدمين حول العالم، حيث أكدت تويتر أن الهدف من هذا التحديث إعطاء المستخدمين القدرة على التعبير عن أنفسهم دون التقيد بعدد حروف، كما اعترف مؤسس الموقع "جاك دورسي"، أن هذه الخدمة كانت تعيق المستخدمين، ولم تكن تحسن من أدائه أو تزيد من شعبيته، بينما ستستمر التغريدات بالتقيد بعدد الحروف ولم يعلن الموقع عن إمكانية تغيير هذا الأمر. يذكر أن عدد مستخدمي تويتر وعلى الرغم من الشهرة التي يتمتع بها الموقع إلا أن عدد مستخدميه يصل إلى 300 مليون مستخدم حول العالم، بينما يبلغ عدد مستخدمي موقع فيس بوك 1.4 مليار مستخدم. والحقيقة أنني كنت أرى أن خاصية الـ 140 حرفا هي أهم ما يميز تويتر حيث تجعله خاليا من الثرثرة أو كما يقولون إن خير الكلام ما قل ودل بل إن تلك الخاصية هذبت كثيراً من أسلوب الكتابة لدى الكثيرين وجعلته دالا عميقا بعد أن كان فضفاضا ممتلئا بالترهل والحشو الذي لا لزوم له . وحتى نتذكر فقد ظهر الموقع في أوائل عام 2006 كمشروع تطوير بحثي أجرته شركة Odeo الأمريكية في مدينة سان فرانسيسكو، وبعد ذلك أطلقته الشركة رسمياً للمستخدمين بشكل عام في أكتوبر 2006. وبعد ذلك بدأ الموقع في الانتشار كخدمة جديدة على الساحة في عام 2007 من حيث تقديم التدوينات المصغرة ٬ وفي أبريل 2007 قامت شركة Odeo بفصل الخدمة عن الشركة وتكوين شركة جديدة باسم Twitter. ولن ينسى العالم بكل تأكيد المبرمج ورجل الأعمال الأمريكي جاك دورسي صاحب فكرة تطبيق تويتر والذي صنفته مجلة معهد ماساتشوستس للتقنية (MIT) كأحد أكثر 35 شخصية مبتكرة في العالم تحت سن 35 سنة. وأخيراً أيا كان التطوير والتحديث في تلك المواقع العالمية والتي كما قلنا استحوذت على عقول وأفئدة الملايين حول العالم فإن ما يحزنني أننا كعرب ليس لنا في الأمر سوى أن نكون مستخدمين لما ينتجون ولم نسهم في التطوير أو التحديث أو الإنتاج بأي شيء ولله الأمر من قبل ومن بعد وسلامتكم .