12 سبتمبر 2025
تسجيلشهد العصر الحديث تطورات تقنية على نطاق واسع في مختلف مجالات الحياة، وأصبحت العملية الاتصالية أكثر تفاعلية بين المجتمعات البشرية، وذلك ما عمل على تحقيق مفهوم القرية الكونية التي يتم فيها تبادل الأخبار والمعلومات والأفكار في سرعة قياسية بسبب سهولة الاتصال وامتلاك كثير من الأفراد للوسائل التقنية التي تمكنهم من التواصل مع بعضهم.وقد لعب الإنترنت دورا مؤثرا في عملية الاتصال التي تسمح بالتفاعل بين المكونات الاجتماعية، ونشأت مواقع شبكات تضم في فضائها ما بات يعرف بالعالم الافتراضي الذي يكتسب يوميا العشرات من الأعضاء من مختلف أنحاء العالم، وظهرت مواقع مهمة وفاعلة بين تلك المواقع في مقدمتها مواقع "فيسبوك" و"تويتر"، وشهد ذلك تطورا واضحا في استخدام الإنترنت حول العالم، وتشير الإحصاءات إلى أن عدد مستخدمي الإنترنت في العالم شهد نموا كبيرا خلال العام 2012 م، فقد تضاعف عدد المستخدمين بنسبة 566% مقارنة بما كان عليه في ديسمبر 2010 م، فبلغ 2.4 مليار مستخدم تقريبا في يونيو 2012م. وذلك التطور والنمو في استخدام الإنترنت لم يقتصر على إقليم من أقاليم العالم، وإنما امتد لكل أرجاء المعمورة، خاصة مع نمو حاجة المجتمعات لوسائل اتصال تصبح رخيصة مع كل تطور في التقنيات الاتصالية، وعلى المستوى العربي، وأدّت تلك التطورات المتلاحقة في الوسائل التكنولوجية الحديثة إلى تطوير أساليب ومناهج العملية الإعلامية، وارتفعت بمعدلات التفاعل إلى أعلى حدودها من واقع الاستخدام الواسع لتلك التقنيات في الحياة اليومية وزيادة جرعات التواصل والاتصال بين الأفراد والمجتمعات، ولذلك أصبح الإعلام عملية اتصالية تفاعلية تتخذ من شبكة الإنترنت ومعطياتها المختلفة سبيلا للمعرفة والحصول على الأخبار والمعلومات وتبادل الآراء.وأصبح الاتجاه الغالب لجماهير المتلقين هو التعامل مع وسائل الإعلام عبر البوابات الإلكترونية المختلفة من خلال الوسائط التقنية، حيث عمل الإنترنت على خلق فضاء اتصالي حيوي وسريع في تواصل الأفراد مع بعضهم أو حصولهم على الأخبار والمعارف والثقافات التي تنشرها الصحف ووسائل الإعلام من خلال تقنيات الإنترنت التي أصبحت تبث الكلمة والصورة الثابتة والمتحركة، مباشرة أو مسجلة، ولذلك وفي سياق التطور على وسائل إعلامنا أن تواكب ذلك وتتهيأ لنقلة تقنية مؤكدة في السنوات المقبلة أو تنهار لأنها تصبح خارج الزمن.