13 سبتمبر 2025

تسجيل

محمد بن عبد الملك الزَيَّات..

16 يوليو 2016

هو أبو جعفر محمد عبدالملك بن أبان بن أبي حمزة الزيات.. وقد اتجه منذ صباه إلى الأدب وصناعة الكتابة والطموح لنيل المناصب.. نال ابن الزيات ثلاث وزارات لثلاثة من الخلفاء العباسيين: * الوزارة الأولى للخليفة المعتصم إلى عام "225 هجرية".* الوزارة الثانية: للواثق بن المعتصم من "227 – 233 هجرية".* وجاء المتوكل إلى الخلافة بعد أخيه الواثق، وكان ناقماً على ابن الزيات، فاستوزره نحو أربعين يوماً ثم قتله في 19 ربيع الأول 233 هجرية.وكان ابن الزيات عالماً باللغة والنحو والأدب، وكان شاعراً مجيداً وكان بليغاً حسن اللفظ إذا تكلم وإذا كتب.. وكان شعره في المديح والهجاء والغزل والعتاب والخمر والرثاء.وكان بين ابن الزيات وابن أبي دؤاد عداوة قديمة منذ عهد الخليفة العباسي المأمون، وذات يوم دخل ابن الزيات دار الخليفة المعتصم، وكان القاضي ابن أبي دؤاد هناك، ولم يشأ ابن أبي دؤاد أن يلقى ابن الزيات فتشاغل عنه بالصلاة.. فقال ابن الزيات:صَلَّى الضُّحَى لما استفادَ عَدَاوتيوأَراهُ يَنْسِكُ بعدها وَيَصومُلا تَعدَمَنَّ عَداوةً مَأْجُورَةتَركتكَ تَقعدُ تارةً وتَقومُ* ولما توفيت زوجته وتركت له طفلاً رضيعاً قال فيها:أَلا من رَأَى الطِّفلَ المُفارِقَ أُمَّهبُعيدَ الكَرى عيناهُ تَنْسَكبانِرَأَى كُلَّ أُمٍّ وابْنَها غيرَ أُمِّهِيَبيتانِ تحت الليلِ يَنْتَحبانِوبَاتَ وَحيداً في الفِراشِ تَجُنّهبَلابلُ قَلبٍ دائمِ الخفقانِفلا تَلحياني إنْ بَكيتُ فإنماأُداوي بهذا الدمعِ ما تَريانِ * جرت بين ابن الزيات وبعض الشعراء مهاجاة.. وقد هجاه الشاعر دعبل الخزاعي ولكن ابن الزيات لم يشأ أن يتعرض لدعبل بالرد عليه.. ولما ولي ابن الزيات الوزارة هجا القاضي أحمد بن أبي دؤاد بقصيدة طويلة، فرد عليه ابن أبي دؤاد ببيتين فقط:أَحسنُ من خَمسينَ بيتاً سُدىًجَمْعُكَ مَعناهُنَّ في بَيتِما أَحْوَجَ الدَّستَ إلى مَطرةٍتَغسِلُ عنه وَضَرَ الزَّيتِ الأعلم البطليوسي..* كان الأعلم البطليوسي رجلاً ضيق الصدر بكل شيء كثير الشكوى من الزمن ومن الناس.. ولنقب على إحدى قصائده في الشكوى من الدهر والناس:دَعِ الأيامَ تُنصِفُ من أُناسٍإذا صارت لهم حَقَروا الكِراماولا تَدمع جُفونُكَ إنْ تَفانَواولا تقرأ على أَحدٍ سلاماونَكَّب عن مَصارِعهم جَزاءًولا تحفظ لمذمومٍ ذِماما وسلامتكم...