12 سبتمبر 2025

تسجيل

يستثمر وقته

16 يوليو 2015

إن بلاء الإنسان من اللسان أما أهل الاعتدال وهم أهل الصراط المستقيم الذين ساروا على هدي الإسلام وتعاليمه فقد كفوا ألسنتهم عن الباطل و أطلقوها فيما يعود عليهم نفعه في الدنيا و الآخرة ،فكنْ منهم واحرص ألا تقول إلا ما يرضي الله و رسوله صلى الله عليه وسلم ،فلقد شبه الله سبحانه وتعالى الكلمة الطيبة بالشجرة الطيبة التي يبارك الله سبحانه في ثمارها فتؤتي أكلها بإذن ربها ،هذه هي الكلمة الطيبة وهذا هو قدرها وفضلها عند الله تعالى، فالمسلم في رمضان يعلم قيمة الوقت وفوائده فهو يستثمر أيام رمضان ولياليه في الذكر وتلاوة القرآن والبر ووجوه الخير ولا يقتصر اهتمامه بالوقت على رمضان فقط ،إنما يستثمر في كل زمان ومكان ما ينفع ويفيد فلا يستطيع أحد أن ينكر أن هناك ثروات مهمة وطاقات لايستهان بها تهدر وتذهب سدى في مجتمعنا وليس لذلك سبب إلا لعدمتقدير الناس لعامل الوقت ومدى الاستفادة منه ،وحتى نستفيد من هذه الطاقات ومن الجهد المبذول يجب علينا أن ننشِّىء أجيالنا على إدراك مسؤولية الوقت وبيان قيمة الوقت الحقيقية والوعي بخطورة الزمن، فلنهيىء أنفسنا على احترام الزمن والانتفاع من أوقاتهم وعدم ضياعها سدى ،ولندرك أن الحياة والعمر رأس مالك الضخم ولسوف تسأل عن كل لحظة قضيتها وتصرفك فيها فقد علمنا حبيب الله صلى الله عليه وسلم أنه لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع :عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه وعن علمه ماذا فعل فيه.والإسلام نظر إلى قيمة الوقت في كثير من أوامره ونواهيه، فعندما جعل الإعراض عن اللغو من معالم الإيمان كان حكيما في محاربة طوائف المبطلين الذين ينادي بعضهم بعضا خاصة في أيام رمضان، تعال نقتل الوقت بشيء من التسلية وما درى الحمقى أن هذا لعب بالعمر ، وإن قتل الوقت على هذا النحو إهلاك للفرد وإضاعة للجماعة ،وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم :نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ، إننا لا ننكر الدور الذي تلعبه التكنولوجيا في حياتنا اليوم ،فهي تعتبر عاملا من عوامل النمو والتطور الذي يجب أن نغتنمه في سبيل الرقي والتقدم ،ولكن لا يغيب عن أذهاننا أنه لا يمكنلهذه الوسائل أن تؤدي دورها إلا باستخدام أذهاننا التي تحسب للزمن حسابه وتقدره تقديرا ،فبدون هذه العقول لا يمكن أن ننتظر النتائج المرجوة وهنا يظهر لنا دور استثمار الوقت والذي نقصد به تلك العملية التي تقوم على إكتساب الفرد وعي بالزمن وبأهميته ؛ ذلك بتلقينه الطرق والوسائل الكافية لتنظيم أوقاته والتعامل معها تعاملا إيجابيا وفق أهداف وغايات يستفيد منها المجتمع ويحقق الرفعة والتقدم لأمته ،وحتى يكون مهيأ لا ستقبال ظروف مجتمعه والمساهمة في حل مشاكله، ولكي يقدر الناس قيمة أوقاتهم علينا أن ندرب أبناءنا على تنظيم أوقاتهم منذ نعومة أظفارهم ،فإننا نعيش بالفعل في عصر تسيطر فيه التكنولوجيا وآلياتها التي تجتاح بيوتنا لتتعايش فيه عاداتنا وتقاليدنا جنبا إلى جنب، فما أحوجنا في هذه الظروف إلى خطة ومنهج يتعلقان بترشيد هذه العملية التي هي استثمار الوقت فيما يفيد وينفع وما يعود على الفرد من خلال تطوير ذاته وما يعود على المجتمع من رقي وتقدم ،فلا ننتبه إلا بعد مرور الوقت وعندها نتذكر أيامنا وما ذهب منها سدى بلا فائدة وحينها لاينفع الندم بعد فوات الأوان ،وإننا نريد أن نعرف قيمة الوقت واستثماره والاستفادة منه في طاعة الله عز وجل والعمل بما ينفع وما يعود علينا بالفائدة وما يحقق لأمتنا الريادة وسط الأمم ،فالعمر قصير واللحظات محسوبة على الإنسان والواجبات أكثر من الأوقات واللحظة التي تمضي لن تعود مرة أخرى ولن يعرف الإنسان قيمتها إلا في يوم الحساب