02 نوفمبر 2025
تسجيلمن أبرز الأسخياء والأجواد، عبد الرحمن بن عوف، رضي الله عنه، كان من أعظم تجار الصحابة، فقد دعا له النبي عليه الصلاة والسلام، بالبركة حتى كثر ماله، كان كثير التصدق في سبيل الله، قدمت له قافلةٌ إلى المدينة فارتجّت لها المدينة واهتزت لعِظَم ما تحمل من أمتعة، فجعلها كلها في سبيل الله، وأنفقها على المسلمين، وكانت سبعمائة راحلة. روى الإمام أحمد وهو حديث حسن، أنه باع أرضاً له بأربعين ألف دينار، فقسم ذلك المال في فقراء بني زُهرة وفي أمهات المؤمنين، وفي ذوي الحاجة من الناس، وبعث إلى عائشة رضي الله عنها، بنصيبها من ذلك فقالت عائشة:أمَا إني سمعت رسول الله يقول:(لن يَحْنُو عليكنَّ بَعْدي إلا الصابرون) سقى الله ابن عوف من سلسبيل الجنة.وهو الصحابي الوحيد، الذي صلى خلفه النبي عليه الصلاة والسلام،وذلك في غزوة تبوك، حين حَضَرت الصلاة، فاحْتَبس عليهم رسول الله، فأقاموا الصلاة، وقدّموا ابن عوف، فصلى بهم بعض الصلاة، وجاء النبي عليه الصلاة والسلام، فصلى خلفه ما بقي من الصلاة، وأتم الذي فاته.ومن المنفقين والمتصدقين بأموالهم، طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه، الذي سمّاه رسول الله يوم أحد طلحة الخير، ويوم غزوة ذات العشيرة طلحة الفياض، ويوم حنين طلحة الجود، كان كثير الصدقة والمعروف، دخل يوماً على امرأته مغموماً فقالت: ما شأنك؟ فقال: المال الذي عندي قد كَثُر وقد كَرَبَني- أهمّه وغمّه كثرة المال هذا والله هو الزهد بعينه- فقالت زوجه: وما عليك، اقْسِمه، فقَسَمه وكان عنده أربعمائة ألف درهم، ما بقي منها درهم!!.ومن مناقبه رضي الله عنه، أنه كان يسمّى بالشهيد الحي، وذلك لقول النبي عليه الصلاة والسلام:(من أحبَّ أن ينْظُر إلى شهيدٍ يمشي على وجه الأرض، فلينظُر إلى طلحةَ بن عُبيد الله).وما رواه عبد الله بن الزبير قال: سمعت رسول الله يقول يوم أحد:(أوجب طلحة) حين صنع برسول الله ما صنع. ومعنى أوجب: أي استحق الجنة بفدائه للنبي يوم أحد، إذ ثبت يومئذٍ مع رسول الله عليه الصلاة والسلام وجعل من نفسه درعاً يقي سهام المشركين عنه، فوقاه بيده فشُلت، وتلقى يومئذ بضعاً وسبعين ما بين طعنة وضربة ورمية، حتى إن أبا بكر رضي الله عنه، إذا ذُكِر يوم أُحد قال: ذاك كله يوم طلحة.