30 أكتوبر 2025
تسجيلالحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أما بعد:الكلمات السلبية السيئة غالبًا ما يكون لها أثر كبير على سلوك الإنسان وتكرار هذه الكلمات أمام شخص معين يولد له في عقله الباطن عقدة حقيقية تؤدي به إلى تقمص هذه الكلمات السلبية في حياته واقعًا. فعلى سبيل المثال تجد كثيرًا من الآباء أو الأمهات هداهم الله يكررون لأولادهم أنت فاشل أنت لا تعرف شيئًا ولا تعرف كيف تعمل، ومع كثرة ترديد هذه الكلمة على مسامع الابن أو البنت تتحول الشخصية إلى شخصية انطوائية انعزالية وتتكرس في عقله الباطن. هذه الكلمات السلبية التي في النهاية تتحول إلى سلوك سلبي مدمر كاللجوء للصحبة الفاسدة والمخدرات أو التفكير في الانتحار وغير ذلك من السلوكيات السلبية ويكون السبب في ذلك هو الوالدان دون شعور منهما بذلك. ومثال آخر كذلك في المدرسة يكون المدرس هو من يوحي للطالب بأنه فاشل ولا يصلح للدراسة ويجعله محل تندر الطلاب وأنه غبي لا يفهم فينشأ لديه في عقله الباطن عقدة بالفشل فيكره الدراسة والمدرسة ويبدأ بالبحث عن أي طريقة للتخلص من الدراسة لأنه اقتنع بسبب الإيحاء السلبي أنه فاشل وربما كان الطالب ذكيًّا لكن بسبب هذا الإيحاء المستمر تحول لطالب بليد بسبب ما استقر في ذهنه من كلمات سلبية. ومثال ثالث يتكرر فيه هذا السلوك السلبي فتجد المدير في العمل أو الرئيس يخاطب الموظف بمثل هذه الكلمات السلبية أنت فاشل أنت لا تعرف طريقة العمل الصحيح أنت دائما تتصرف بشكل خاطئ فينشأ عن ذلك لدى الموظف قناعة بذلك فيصبح خاملًا كسولا لا يكاد ينتج شيئًا. إن ضرورة التعود على الكلمات الإيجابية من الوالدين أو من المدرس أو المدير والمسؤول هي ضرورة ملحة على كل منا أن يدرب نفسه عليها يوميًّا حتى تصبح عادة ملازمة له، وعلينا كذلك التدرب يوميًّا على تجنب الكلمات ذات الإيحاء السلبي حتى نتخلص منها نهائيًا. وعلينا كذلك إن كنا أبناء أو متعلمين أو موظفين أن نتدرب على أن لا نجعل مثل هذه الكلمات المحبطة من حولنا أن تؤثر على سلوكنا وألا نتعامل معها على أنها حقائق حتى لا يتم تخزينها في العقل الباطن وكل ذلك يتم من خلال التدرب يوميًّا حتى يتحقق للإنسان النجاح دائمًا بعد توفيق الله. أسأل الله سبحانه وتعالى أن ينفعني وإياكم جميعًا بهذه الكلمات. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته