12 سبتمبر 2025

تسجيل

رحمته صلى الله عليه وسلم

16 يوليو 2014

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); جسد رسول الله ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ مكارم الأخلاق، وإن شئت: شرفت مكارم الأخلاق برسول الله ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ، فأيما خلق أردت أن تحياه واقعًا معيشًا وجدت رسول الله ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ له فيه قدم السبق، قد حاز ذروته، وبلغ المنتهى في التحلي به.ومن أبرز هذه الأخلاق القويمة، والصفات الشريفة صفة الرحمة التي تربعت في سويداء النبي صلى الله عليه وسلم وجنانه،وظهرت على جوارحه ولسانه، وكانت سيرته العطرة نموذجًا يحتذى في هذا الميدان، فقد صرح القرآن الكريم بذلك في قوله تعالى : { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ } [الأنبياء: 107].ووصفت أميمة بنت رقية ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ـ النبي ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ بأنه ((أرحم بنا من أنفسنا)). الترمذي وأخبر ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ عن ثمار رحمة الخلق في الدنيا؛ إذ إنها مجلبة لرحمة الله تعالى في الدنيا والآخرة، وأن من لم تتمكن هذه الصفة من قلبه في الدنيا فلا نصيب له من رحمة الله يوم القيامة فقال: ((لا يرحم الله من لا يرحم الناس)). البخاري ومسلمولقد تعددت مظاهر رحمة النبي ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ، وبرزت في كل الميادين، فشملت الكبير والصغير، والعدو والصديق، والمطيع والعاصي، والمؤمن والكافر.قيل لرسول الله ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ: ادع الله على المشركين والعنهم. فقال:(( إنما بعثت رحمة، ولم أبعث لعانًا)). مسلموجاء الطفيل بن عمرو الدوسي إلى رسول الله ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ، فقال: إن دوسًا هلكت: عصت وأبت، فادع الله عليهم. فقال النبي ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ: ((اللهم اهدِ دوسًا وائت بهم)). البخاري ومسلم .ولا يخفى ما حدث للنبي ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ، عندما عرض الإسلام على أهل الطائف، وما قابلوا به نور الحق بظلمة الإعراض، وصفاء الوحي بكدرة الاستهزاء، وعبق التوحيد برجس الإيذاء، حتى دميت قدما النبي ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ، وطارده السفهاء والغلمان بالسباب والأحجار، فانطلق رسول الله ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ مهمومًا حزينًا، لا يدري وجهته، تصارعه آلام إهانتهم له في قلبه، وتتلوها آلام أذاهم له في جسده. فما أن استراح بدنه، وأخذ يلتقط أنفاسه ويدعو ربه، حتى أتاه ملك الجبال، فسلم عليه ثم قال: ((إن الله قد سمع قول قومك لك، وأنا ملك الجبال، وقد بعثني ربك إليك لتأمرني بأمرك فما شئت؟ إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين!)).فقال رسول الله ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ: ((بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده، لا يشرك به شيئًا)). البخاري ، ومسلم وكانت رحمة النبي ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ مع العدو مضرب الأمثال، فقد نابذه قومه العداء، آذوه وعذبوا أصحابه، وحاربوه معركة تلو الأخرى، راغبين أن يطفئوا نور الله بأفواههم، ((فدعا عليهم النبي ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ، فأخذتهم سنة، حتى هلكوا وأكلوا الميتة والعظام. فجاء أبو سفيان، فقال: يا محمد، جئتَ تأمر بصلة الرحم، وإن قومك هلكوا، فادع الله لهم... فدعا رسول الله، فسقوا الغيث)). البخاري ، ومسلم