19 سبتمبر 2025

تسجيل

الشهادة بغير الحق

16 يوليو 2014

لقد اقتضت حكمة الخالق سبحانه وتعالى في وجود الإنسان أن يكون وجوده على الفطرة السليمة النقية. فهي فطرة الله التي فطر الناس عليها، لا تبديل لخلق الله. ومن المسلم به في طبائع الأشياء أن يكون هناك عنصر يمثل المركز الرئيسي فيها، بحيث لو غاب عن الوجود فقدت باقي العناصر قيمتها. فالقلب هو مركز حياة الإنسان، فلو توقف توقفت معه الحياة. والعقل هو مركز التفكير، فلو عجز عنه اختل سلوك الإنسان واضطربت تصرفاته، لذلك يمثل التوحيد العنصر الأساسي في الإسلام، فإذا لم يوجد في قلب وعقل الإنسان لا يكون مسلما، فالتوحيد هو الأساس الذي يعلو فوقه البناء الإسلامي في ضمير الفرد والأمة وسلوكهما، فالخالق بحكمته ورحمته خلق الليل والنهار والشمس والقمر والظلمات والنور والحر والبرد والشتاء والصيف لحكم عظيمة ومنافع جسيمة. إن هذه المخلوقات من آياته، ودلائل قدرته وعظمته وتوحيده، فيها مصالحُ للعباد في ليلهم ونهارهم، في أمور دينهم ودنياهم، لذا ينبغي أن تكون أخلاق الناس في شهر رمضان أكثر صلاحا، يسعون نحو الخير ويجنون الخير، فيزرعون المحبة ويجنون السعادة، لأن الله يجازي الحسنة بعشر وتضاعف أضعافا كثيرة، لذا فإن الأخلاق الحسنة تتبوأ مكانة عالية في الإسلام ومنزلة رفيعة عظيمة، فإن حسن الخلق هو الدين كله، وهو جماع لكمال الإيمان.فعندما تجلس بجهازك وتتناقل الأخبار والمعلومات بغير حق، فاعلم أنك تقع في المحظور، فلربما يجرك الحديث أو الرسالة للشهادة بغير علم، وتناقل الخبر على الصورة التي لا تعلم لها أصل، فاعلم أنها شهادة زور وبهتان، أنت محاسب على ذلك أمام الله تعالى، لذا فإن التغيير ضرورة تفرضها طبيعة حياتنا حتى نحس بكياننا ووجودنا، أما إذا استسلمنا لحياتنا اليومية دون تغيير فإن عقولنا وطاقاتنا وكياننا وإحساسنا بكل شيء يتوقف ولا نشعر بمعنى الحياة وكفاحها، لأن لسان حالنا يقول اليوم مثل الأمس، فمن هنا كان التغيير ضرورة تفرضها طبيعة حياتنا المتغيرة المتسارعة، فنقطة البداية تبدأ من الإنسان نفسه، يقول الله تعالى: (إن الله لا يغير ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم) الرعد:10، وحتى تتم عملية التغيير لابد لها من قوانين تحكمها وتسيرها بثبات ومرونة، ومن أهمها الاستعانة بالله تعالى وحسن التوكل عليه، ولا يمس هذا التغيير أسس الإسلام وعراه الثابتة والحرص على رسوخ العقيدة الصحيحة والسير وفق قيم الإسلام وآدابه. إن المجتمعات البشرية تحتاج إلى عناصر أساسية تقوم عليها حياتها ويستقيم بها أمرها وترتكز عليها عجلة الزمن وحركة التاريخ في دورانها، فإذا غاب عنصر ما من هذه العناصر اختل التوازن في المجتمع واضطربت أمور العيشة، فلا يجد الفرد مأمنا يركن إليه ولا مستقبلا يسعى له ولا هوية يعرف بها، فتتقطع الروابط الاجتماعية وتتلاشى الصلات الإنسانية فيصبح الأفراد في المجتمعات وحدات مستقلة بعضها عن بعض، لا يشعر أحد بأي صلة تقربه من الآخر ولا يحس بأدنى شعور يجذبه إلى أخيه الإنسان في المجتمع الذي يضمهم بين جنباته، لأن عنصر التوحيد والتجميع قد فقد، فلا أثر له بينهم، إذ لا وجود له في حياتهم، ومن أولى هذه العناصر وأهمها والتي تعد عصب الحياة الاجتماعية والعمود الفقري الذي يجمع شتات الأمة ويوحد بين أفرداها العقيدة، فهي أهم العناصر اللازمة في حياة المجتمعات والأفراد، إذ حياة الفرد دون عقيدة أقرب إلى الحيوانية منها إلى الإنسانية، فإنه عندئذ تنحصر حياته في ما يملأ البطن ويلبي غريزة الجسد ولهذا مال الإنسان بفطرته إلى العقيدة، يقول الله تعالى: (فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم) الروم: 30، فالمسلم ثابت بقواعده، مستقر بأركانه التي جعلها الله تعالى رواسي له، كذلك كل نظام فكري لابد له من أسس يقوم عليها وإلا كان صورة من الخيال الذي لا مضمون له. فالعقيدة لها سلطان على الفرد، كما أنها بمثابة العقل الذي يكبح جماح الأمة، فيمنعها من الزلل أو السقوط في متاهات الهلاك والدمار.