12 سبتمبر 2025
تسجيل* ونقف مع قصيدة أبي تمام التي مدح بها الخليفة المعتصم حيث يقول فيها: السَّيْفُ أَصْدَقُ أَنْبَاءً مِنَ الكُتُبِ فِي حَدهِ الحَدُّ بَيْنَ الجِد واللَّعِبِ يَا يَوْمَ وَقْعَةِ عَمُّوريَّةَ انْصَرَفَتْ عِنْكَ المُنَى حُفَّلاً مَعْسُولَةَ الحَلَبِ أبقيْتَ جِدَّ بَنِي الإِسلامِ فِي صَعَدٍ والمُشْرِكينَ ودَارَ الشرْكِ فِي صَبَبِ لَقَدْ تَرَكتَ أَميرَ الْمُؤْمنينَ بِها لِلنَّارِ يَوْماً ذَليلَ الصَّخْرِ والخَشَبِ تَدْبيرُ مُعْتَصِمٍ بِاللهِ مُنْتَقِمٍ للهِ مُرْتَغِبٍ فِي اللهِ مُرْتَقِبِ لَمْ يَغْزُ قَوْماً، ولَمْ يَنْهَدْ إلَى بَلَدٍ إلاَّ تَقَدَّمَهُ جَيْشٌ مِنَ الرعُبِ لَوْ لَمْ يَقُدْ جَحْفَلاً يَوْمَ الْوَغَى لَغَدا مِنْ نَفْسِهِ وَحْدَهَا فِي جَحْفَلٍ لَجِبِ * ونَمُرُّ في جولتنا هذه على قصيدة الشاعر حافظ إبراهيم التي مدح فيها الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه.. وهي قصيدة طويلة ولكني أختار منها ما يلي: حسب القوافي وحسبي حين ألقيها أني إلى ساحة الفاروق أهديها لا هم هب لي بيانا أستعين به على قضاء حقوق نام قاضـيها قد نازعتني نفسي أن أوفيها و ليس في طوق مثلي أن يوفيها فمر سري المعاني أن يواتيني فيها فإني ضعيف الحال واهيها مولى المغيرة لا جادتك غادية من رحمة الله ما جادت غواديها مزقت منه أديما حشوه همم في ذمة الله عاليها وماضيها طعنت خاصرة الفاروق منتقما من الحنيفة في أعلى مجاليها فأصبحت دولة الإسلام حائرة تشكو الوجيعة لما مات آسيها مضى و خلـّفها كالطود راسخة وزان بالعدل و التقوى مغانيها تنبو المعاول عنها وهي قائمة والهادمون كثير في نواحيها حتى إذا ما تولاها مهدمها صاح الزوال بها فاندك عاليها واها على دولة بالأمس قد ملأت جوانب الشرق رغدا من أياديها كم ظللتها و حاطتها بأجنحة عن أعين الدهر قد كانت تواريها من العناية قد ريشت قوادمها ومن صميم التقى ريشت خوافيها والله ما غالها قدما وكاد لها واجتـث دوحتها إلا مواليـها لو أنها في صميم العرب قد بقيت لما نعاها على الأيام ناعيها ياليتهم سمعوا ما قاله (عمـر) والروح قد بلغت منه تراقيـها: لا تكثروا من مواليكم فإن لهم مطامع بَسَمَاتُ الضعف تخفيها رأيت في الدين آراء موفقـة فأنـزل الله قرآنـا يزكيـها وكنت أول من قرت بصحبته عين الحنيفة واجتازت أمانيها قد كنت أعدى أعاديها فصرت لها بنعمة الله حصنا من أعاديها خرجت تبغي أذاها في محمدها وللحنيـفة جبـار يواليـها فلم تكد تسمع الآيات بالغة حتى انكفأت تناوي من يناويـها سمعت سورة طه من مرتلها فزلزلت نية قد كنت تنويـها وقلت فيها مقالا لا يطاوله قول المحب الذي قد بات يطريها ويوم أسلمت عز الحق وارتفعت عن كاهل الدين أثقالا يعانيها وصاح فيها (بلال) صيحة خشعت لها القلوب ولبت أمر باريها فأنت في زمن المختار منجدها وأنت في زمن (الصديق) منجيها كم استراك رسـول الله مغتبطا بحكمـة لـك عند الرأي يلفيـها وسلامتكم...