12 سبتمبر 2025

تسجيل

ليلة القبض على الرئيس

16 يوليو 2013

لم يكن مشهداً تمثيلياً هذه المرة.. بل كان واقعياً محبوكاً بشكل احترافي جيد.. كتب السيناريو فيه الإدارة الأمريكية وأتباعها..وقام بدور البطولة فيه – وما هي ببطولة ولابرجولة - بعض الخونة من قادة الجيش المصري..وقام بإخراجه بعض رموز المعارَضة – بفتح الراء – والمعارِضة للحكم بشرع الله – بكسر الراء - والمنهزمة "عبر صناديق الاقتراع" والفاشلة "انتخابياً" مثل محمد البرادعي وحمدين صباحي وعمرو موسى ومن على شاكلتهم.. وقام بإنتاجه بعض المنتجين الغير مبالين بتكاليف الانتاج الباهضة التكاليف!!..طالما أن الهدف هو سقوط "الشريعة".. عفواً.. أقصد سقوط "الشرعية".. فأصبح في النهاية لدينا مشهد من مسلسل بوليسي/عسكري يمكننا تسميته بـ (ليلة القبض على الرئيس) أو (ليلة القبض على الديمقراطية). هاقد تجمع الأحزاب من أعداء الدين للإطاحة بالشرعية في مصر وبالرئيس الشرعي المنتخب لأول مرة وفق صناديق الاقتراع الحرّة لا المزوّرة بأيدي أدعياء "الديمقراطية الزائفة" ووفق اختيار غالبية الشعب المصري ورغبتهم في أن يحكمهم رئيس منتخب لأول مرة في تاريخ مصر، بعد أن التمسوا فيه الخير والصلاح وتقوى الله فيهم ورغبته في إعلاء كلمة الله في وطنه وتحكيم شرعه وتحقيق النهضة لبلاده واستقلالها من أحضان الأمريكان والصهاينة وكافة أعداء الإسلام. هاهم الأحزاب المتآمرون والحاقدون على مصر العروبة والإسلام والمناهضون لإقامة شرع الله فيها من العلمانيين والليبراليين من المصريين الخائنين لدينهم ووطنهم قد وضعوا أيديهم في أيدي أعداء الأمة من الصهاينة والأمريكان مدعومين بذلك بأموال حاقدة من بعض دول الخليج التي أعلنت عداءها الواضح والصريح لكل ماهو "إسلامي" ولكل صوت ينادي بتطبيق شريعة الله على أرض الله بعد أن كمّموا أفواه كل من طالب بذلك في بلادهم حتى تمادوا في معاداة الدين إلى محاربته في سائر بلاد المسلمين وفي مصر تحديداً بعد أن تعاونوا مع فلول النظام السابق "المعادي للإسلام" فنشروا الفوضى والفتنة بين شعب مصر ليقلبوا الموازين ويسقطوا "الشرعية" الممثلة في الرئيس الشرعي المنتخب محمد مرسي كمرحلة أولى وتمهيداً لإسقاط "الشريعة" بعد ذلك ولعودة الظلم والفساد والمنكرات وكل ما حرّم الله. يخطئ كثيراً من يظن أن الحرب الدائرة الآن في مصر هي ضد جماعة الإخوان المسلمين وإنما هي ضد إرادة الشعوب الإسلامية في أن تعود إلى تحكيم شرع الله وأن يحكمهم حاكمٌ مسلمٌ عادلٌ يحكم بما أنزل الله ويتقي الله فيهم كما بدا ذلك واضحاً من دلالات وسمات تؤكد تحقق تلك الأمنية في شخصية الرئيس المصري "الشرعي" محمد مرسي – ولانزكي على الله أحداً – فالشعوب الإسلامية لاتريد أن تحكم بالطاغوت وبكل القوانين الوضعية الجائرة التي فرضها عليهم حكّام ظلمة أخذوا من الإسلام شكله وظاهره ولكنهم حاربوه في أوطانهم وضيّقوا على الناس إقبالهم على ربهم فأسقطوا الحدود وأمروا بالمنكر ونهوا عن المعروف واعتقلوا كل من يقف في وجه ذلك أو قال كلمة الحق في وجه سلطان جائر، ناهيك عن موالاتهم للكفار والمنافقين من أعداء الأمة وخنوعهم وخضوعهم لهم، ولقد كشفت الأحداث والبراهين والوقائع حقيقة العملاء والخونة لله ولرسوله ولوطنهم بعد تواطؤهم لإسقاط الرئيس محمد مرسي بانقلاب عسكري ديكتاتوري مؤيد من الأمريكان ومدعوم من عملائهم في الأمة، فلقد أظهر الله حقيقة هؤلاء العملاء وخيانتهم للأمة وكشف الله عوراتهم وولاءهم لأعداء الدين من الأمريكان والصهاينة بعد أن تواطأت قيادة الجيش المصري مع الأمريكان والصهاينة ومع بعض دول الخليج في الانقلاب العسكري على حكم الإسلاميين عموماً والإخوان المسلمين خصوصاً بعد أن وصلوا إلى الحكم بكل ديمقراطية حرّة وباختيار الغالبية العظمى من الشعب، وليس غريباً أن يبادر الجيش المصري بعد ذلك بإغلاق معبر رفح في أول ردة فعل يتخذها قادة هذا الجيش الوطني "الشرفاء!!" الذي عاشوا دهوراً من الزمن في عهد حسني مبارك ومن سبقوه خاضعين للإرادة والإدارة الأمريكية التي تأمرهم بحماية أمن اسرائيل والتضييق على إخوانهم الفلسطينيين نظير مساعداتها السنوية المهينة لمصر ونظير دعمها السياسي للحزب الحاكم وبقائه في السلطة طالما أنه ينفذ أجندتهم ويجثو على ركبتيه بين أقدامهم، فعندما فاز محمد مرسي بالرئاسة وهبّت ريح النصر والكرامة قادمة من أرض سيناء باتجاه فلسطين وخصوصاً في الغارات الإسرائيلية الأخيرة على غزّة حيث انتفضت روح الجهاد في المصريين الشرفاء وفتحوا معبر رفح وساندوا إخوانهم في غزة بالدواء والغذاء والغاز فاندحر الصهاينة موّلين الدبر، هذا الموقف العظيم من الرئيس محمد مرسي تجاه القضية الفلسطينية وغيرها من القضايا الإسلامية الواضحة والمعادية للغرب ولكل من يتطاول على النبي محمد صلى الله عليه وسلم والمعادية لإيران ولكل من يتطاول على أمهات المؤمنين والصحابة وغيرها من مواقفه البطولية والوطنية الشريفة كرغبته في استرداد أموال مصر المنهوبة بالإضافة إلى دعمه لمشاريع التنمية لقناة السويس التي ستدرّ أموالاً طائلة إلى خزينة الدولة - لا خزينة الرئيس أو الحزب الحاكم – بالإضافة إلى إفصاحه بضرورة الاعتماد على الداخل في تأمين الغذاء والدواء والسلاح .. كل ذلك كان مؤشراً لدولة تنهض من جديد بشكل مستقل وبخطى واثقة وبإرادة قوية منعزلة عن سيطرة أعدائها، ولهذا كله كان منطقياً أن توضع العراقيل في طريق هذا الرئيس المتمسك بدينه والمعتز بإسلامه منذ أول يوم حتى تتعثر خطواته ويتقهقر للوراء، واتضح ذلك جلياً من خلال أولئك الذين عطّلوا كل مشاريعه الإصلاحية بدءاً من توزيع الخبز وتوفير الغاز والكهرباء حتى مشاريع التنمية في سيناء وقناة السويس. نعم لقد نجح الجيش المصري في انقلابه على الشرعية وفي القبض على الرئيس المنتخب محمد مرسي في ليلة سوداء غادرة، فاحت فيها رائحة الخيانة لله ولرسوله وللوطن من أجل إرضاء الأمريكان والصهاينة ومن والاهم من حكّام المسلمين، وظهرت أمريكا في موقف الذي "يقتل القتيل ويمشي في جنازته" لتظهر عدم رضاها بما يحدث من صراع وانشقاق في الشارع المصري الذي تفرّق بين مؤيد ومعارض، رغم أنها لم تكن حيادية أبداً عندما كثّفت لقاءاتها واتصالاتها بالجيش المصري وبقيادته بدءاً من لقاء وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون منذ تسلم الرئيس مرسي وحتى الاتصالات الأخيرة للعملاء في الجيش المصري للبدء بتنفيذ الانقلاب العسكري المدعوم بأموال خليجية والقبض على الرئيس الشرعي في خطوة مشابهة للانقلاب على حكم الإسلاميين في الجزائر وفلسطين وتركيا، ولكنها إرادة الله النافذة وحكمة الله التي شاءت أن تكشف لنا خيانة وعمالة بعض أفراد الأمة من المنافقين والموالين للكفار والمشركين ضد إخوانهم المسلمين.. ولن يفرح أولئك كثيراً لأن النصر هو حليف عباد الله المؤمنين وأوليائه الصالحين.. فهو تمحيص وابتلاء لهم ليميز الله الخبيث من الطيب.. تمهيداً للنصر المبين وتمهيداً لتحقيق حكم الله وشرعه.. وعودة الخلافة الإسلامية الراشدة.. بعزّ عزيز أو بذلّ ذليل .. ولينصرن الله من ينصره.. ويستجيب دعوة المظلومين.. ولو بعد حين.