17 سبتمبر 2025

تسجيل

نعمة الإيمان

16 يونيو 2016

إن كل النعم تتصاغر أمام نعمة الإيمان بالله تعالى .فإننا بالإيمان بالله ورسوله تفضل الله تعالى علينا فأبصرنا ببصيرتنا قبل أبصارنا حقيقة هذه الدنيا ،فإننا بإيماننا الحلال والحرام والخير والشر وهدانا الله بفضله للحق ومنَّ علينا باتباعه ،وأرانا الله تعالى برحمته الباطل فتكرم علينا باجتنبناه . وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ ... ) ومن أراد الوقوف على حقيقة نعمة الإيمان فلينظر إلى عمى الكفر وتخبطات الإلحاد وضلال الزندقة وعشوائية وهامشية عباد الدنيا الماديين ،ومن لم يُقم للإسلام وزناً ولا اهتماماً من أبنائه وأتباعه الذين لم يدركوا بعد عظمة النعمة وكبير المنة به . وَمِمَّا يقتضيه تلاحم وتلازم الظاهر والباطن :مراقبة القلوب وإحاطتها بسياج منيع متين ،لتقلبها ومرضها وانتكاستها وعماها وظلمتها وشرودها . يقول الله تعالى : فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ .يقول رسول الله : ألا وإن في الجسد مضغةً إذا صلحت صلح الجسد كله ،وإذا فسدت فسد الجسد كله ،ألا وهي القلب . رواه مسلم ولأن القلوب محل نظر الله تعالى يقول رسول الله :إِنَّ اللَّهَ لَا يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ .قال النووي : وَمَعْنَى نَظَر اللَّه هُنَا مُجَازَاته وَمُحَاسَبَته أَيْ إِنَّمَا يَكُون ذَلِكَ عَلَى مَا فِي الْقَلْب دُون الصُّوَر الظَّاهِرَة .قال الله تعالى : لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ . ويقول : إِنَّ قُلُوبَ بَنِي آدَمَ كُلَّهَا بَيْنَ إِصْبَعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ كَقَلْبٍ وَاحِدٍ يُصَرِّفُهُ حَيْثُ يَشَاءُ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللَّهُمَّ مُصَرِّفَ الْقُلُوبِ صَرِّفْ قُلُوبَنَا عَلَى طَاعَتِكَ .قال النووي : فَمَعْنَى الْحَدِيث أَنَّهُ سُبْحَانه وَتَعَالَى مُتَصَرِّف فِي قُلُوب عِبَاده وَغَيْرهَا كَيْف شَاءَ ، لَا يَمْتَنِع عَلَيْهِ مِنْهَا شَيْء . في القلوب الإيمان والكفر والإخلاص والنفاق والنيات والظنون والوساوس . فالمدار على ما في القلوب ،فتُطهر من الامراض المعنوية الخبيثة .