12 سبتمبر 2025

تسجيل

المسلم أخو المسلم

16 يونيو 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يكذبه، ولا يحقره، التقوى هاهنا - ويشير إلى صدره الشريف ثلاث مرات - بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام: دمه وماله وعرضه» رواه مسلم. قوله صلى الله عليه وسلم: «المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يكذبه، ولا يحقره». هذا مأخوذ من قوله عز وجل: {إنما المؤمنون إخوة} فإذا كان المؤمنون إخوة، أمروا فيما بينهم بما يوجب تآلف القلوب واجتماعها، ونهوا عما يوجب تنافر القلوب واختلافها.وأيضا فإن الأخ من شأنه أن يوصل لأخيه النفع، ويكف عنه الضرر.ومن أعظم الضرر الذي يجب كفه عن الأخ المسلم الظلم، وهذا لا يختص بالمسلم، بل هو محرم في حق كل أحد، «يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرما، فلا تظالموا».ومن ذلك: خذلان المسلم لأخيه، فإن المؤمن مأمور أن ينصر أخاه، كما في الصحيحين: «انصر أخاك ظالما أو مظلوما قال: يا رسول الله، أنصره مظلوما، فكيف أنصره ظالما؟ قال: تمنعه من الظلم، فذلك نصرك إياه».ومن ذلك: أن يحدث أخاه فيكذبه، وفي " مسند " أحمد عن النواس بن سمعان: «كبرت خيانة أن تحدث أخاك حديثا هو لك مصدق وأنت به كاذب».ومن ذلك: احتقار المسلم لأخيه المسلم، وهو ناشئ عن الكبر. وفي الحديث: «الكبر بطر الحق وغمط الناس» خرجه مسلم من حديث ابن مسعود. وقال الله عز وجل: {ياأيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن}.قوله صلى الله عليه وسلم: «بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم» يعني: يكفيه من الشر احتقار أخيه المسلم، فإنه إنما يحتقر أخاه المسلم لتكبره عليه، والكبر من أعظم خصال الشر، وفي " صحيح مسلم ": «لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال ذرة من كبر».قوله صلى الله عليه وسلم: «كل المسلم على المسلم حرام»: دمه وماله وعرضه هذا مما كان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب به في المجامع العظيمة، فإنه خطب به في حجة الوداع يوم النحر، ويوم عرفة، واليوم الثاني من أيام التشريق.بل حرم النبي صلى الله عليه وسلم كل ضرر يلحق بالمسلم وإن كان على وجه اللهو والمزاح، فقد خرج أحمد وأبو داود والترمذي: «لا يأخذ أحدكم عصا أخيه لاعبا جادا، فمن أخذ عصا أخيه، فليردها إليه». قال ابن أبي عبيد يعني أن يأخذ متاعه يريد إدخال الغيظ عليه.وفي " الصحيحين ": «إذا كنتم ثلاثة، فلا يتناجى اثنان دون الثالث، فإن ذلك يحزنه».وفي " صحيح مسلم أن «النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن الغيبة، فقال: ذكرك أخاك بما يكره، قال: أرأيت إن كان فيه ما أقول؟ فقال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته».فتضمنت هذه النصوص كلها أن المسلم لا يحل له إيصال الأذى إلى أخيه المسلم بوجه من الوجوه من قول أو فعل بغير حق، وقد قال الله تعالى: {والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا}.وإنما جعل الله المؤمنين إخوة ليتعاطفوا ويتراحموا، وفي " الصحيحين: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو، تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر».وفي " الصحيحين أيضا: «المؤمن للمؤمن كالبنيان، يشد بعضه بعضا».