31 أكتوبر 2025

تسجيل

الرحمة بذوي الأرحام

16 يونيو 2016

إننا جميعاً نطلب الرحمة من الله حتى لو كنا مخطئين أو غير ذلك، لأننا نؤمن أن الله هو الذي سوف يرحمنا إذا أراد، ولكي تتحقق الرحمة من الله إلى عباده المؤمنين حقا لا بد أن تتوفر بهم السير على منهج وعلى ما في كتاب الله عز وجل، أي على الإنسان المسلم أن يتذكر الله في كل وقت حتى لا تذهب حياتنا هباء، وليس للإنسان حياة أخرى في الدنيا لكي يعيد ما قد قصر به بجانب الله ،فلكي يحيا المجتمع حياة قوية مستمدة ويكون المجتمع في عزة وسعادة, فقد أمر الله بصلة الأرحام والبر والإحسان إليهم ونهى وحذر عن قطيعتهم والإساءة إليهم، ولقد علمنا النبي صلى الله عليه وسلم أن قطيعة الأرحام مانعا من دخول الجنة فلا يدخل الجنة قاطع رحم، لذا فقد يخلد المسيئون لأرحامهم في نار الجحيم والصلة واجبة ولو كانت بسلام وتحية وهدية ومعاونة ومجالسة وإحسان.فالإسلام دين يربط بين أفراده على أسس الترابط والمحبة والتعاون ،فذكر الله والخوف منه ،فإنه ينعكس من وراء هذا الخوف السلوك الاجتماعي بين الناس والتعامل معهم بالأخلاق والحسنى، والإحسان إليهم فإذا كان الإنسان يستطيع مساعدة غيره فالأقربون أولى بالمعروف أو من يستحقون المساعدة لوجه الله، فإن صلة الرحم كلمة مشتقة من الرحمة التي يتمناها كل إنسان من الله أن يرحمه، ولاشك أن صلة الرحم باب خير عميم فيها تتأكد وحدة المجتمعات وتماسكها وتمتليء النفوس بالشعور بالراحة والاطمئنان، إذ يبقى المرء دوما بمنجى عن الوحدة والعزلة ويتأكد أن أقاربه يحيطونه بالمودة والرعاية، لأن من مجموع المواطنين الصالحين يتكون المجتمع الصالح إن الأسرة هي الأساس الذي يقوم على لبناته بناء المجتمع،وكلما كانت الأسرة متماسكة بأفرادها كان المجتمع مترابطا متضامنا يحقق الرفعة لأبنائه مما يزيده تماسكا ومتانة،فمصلحة الفرد فيه جزء من مصلحة الجماعة التي لا تعرف الانحلال ولا التخاذل ولا القطيعة ولا التواكل، والصلة واجبة ولو كانت بسلام وتحية وهدية ومعاونة ومجالسة وإحسان،فالإسلام دين يربط بين أفراده على أسس الترابط والمحبة والتعاون, فإذا كان الإحسان مطلوبا بين الناس عامة أداءً لحق الإنسانية المشترك ومطلوبا بين المؤمنين على وجه خاص قياما بحق الأخوة الدينية، فإنه بين الأقارب مطلوب على وجه أخص وعلى نحو ألزم قياما بحق الرحم الذي هو محل عناية عظيمة في الوصايا الإلهية، فالمسلم الذي تربى على هدي الإسلام وارتوت نفسه من معينه الطهور حريص كل الحرص على نفع الناس في مجتمعه ودفع الأذى عنهم، فصلة الأرحام سمة النبلاء ذوي الأصل الطيب والعرق الكريم، وقد كان الناس في الماضي وحتى عهد قريب ينتشر بينهم صور متنوعة طيبة لصلة الأرحام بين أفراد الأسرة،وبين مجموع الأهل والأرحام خاصة في المناسبات وفي الأفراح والأتراح و كنا نشعر ونلمس ونرى قوة الترابط بين الأسرة الصغيرة،وكم كانت الاجتماعات الأسرية بمختلف مستويات القربى مظهرا كريما للبر بالأهل وصلة الأرحام، أما في هذه الأيام فقد تغيرت هذه المظاهر النبيلة كثيرا عند بعض من الناس ففي زحام الحياة، وتسلط المصالح الخاصة وانشغال الناس بمطالبهم الذاتية وبعد المسافات بينهم تغاضى البعض عن هذه الصلة العظيمة، ولم يعد الواحد منهم يصل أهله وأقرباءه إلاّ عند الضرورات، فلنتذكر إننا في رمضان شهر البر والصلة والإحسان ولنسعَ جاهدين في صلة الأرحام والإحسان إليهم ،فالمسلم الذي يمتثل الأوامر العامة التي أمر بها الإسلام يعلم حق العلم أن في صلته لرحمه وفي أدبه مع أقاربه ؛ لقربة من أعظم القربات التي يتقرب بها إلى الله ,ويدرك أن هذا البر والصلة يجلب البركة في الرزق وفي العمر.