15 سبتمبر 2025
تسجيلجاءت عملية خطف الميليشيات العراقية الطائفية الوقحة لجثة نائب رئيس الوزراء الأسبق طارق عزيز من صالة الشحن في مطار بغداد مؤخرا لتعيد للأذهان حكايات التوحش والبشاعة والتمثيل بالأجساد البشرية، وهي العملية التي لها في تاريخ العراق أوليات وسوابق مفزعة تؤشر على مدى تغلغل الحقد في نفوس بعض الموتورين وسفاكي الدماء والأوغاد هناك، فثقافة الكراهية والحقد هي من أبرز سمات المجتمعات البدائية المتخلفة، وتلكم العصابات الطائفية التي نشأت برعاية إيرانية وبتوجيه فكري معلوم من أطراف وتوجهات معروفة باتت تشكل في عراق اليوم التائه تحديا حقيقيا للقوى المتحضرة التي تراجعت للأسف في ظل سطوة الجماعات الطائفية المتوحشة التي أظهرت فصول الحرب الأهلية القائمة حاليا صولاتها المخجلة وتوحشها الفظ، وعدوانيتها الرهيبة، فمناظر الرؤوس البشرية المقطوعة، أو التلذذ والانتشاء بحرق الجثث عبر حفلات شواء بشرية (باربكيو) في الهواء الطلق، إضافة لممارسات متوحشة مثل تقطيع الأوصال ودق المسامير في العيون والرؤوس وغيرها من الفظائع والبشاعات جميعها أمور تحدث يوميا في الساحة العراقية الملتهبة وبما يخالف مكارم الأخلاق وأساس ومنهج العقيدة الإسلامية والإنسانية عموما!، متوحشون أوغاد في زمن متوحش بات فيه الأوغاد والقتلة هم من يهيمن على الساحة وسط حالة الفراغ القيادي الرهيبة التي انزلق إليها العراق وهو يجر أذيال خيبته وهزيمته الحضارية المفجعة، وما هو سائد حاليا من توحش فظ لم يأت من فراغ، بل كانت له جذوره الكامنة وأسسه المنهجية وصورته البشعة والتي لن نتوغل بعيدا في التاريخ لسبر أغوارها ومكامنها، بل سنبدأ من العصر الحديث ومن ستة عقود قد خلت من تاريخ العراق الدموي المتوحش ففي يوم الإثنين الرابع عشر من يوليو 1958 حدث انقلاب عسكري غادر أطاح بالعائلة الهاشمية المالكة التي أبيدت بالكامل في مجزرة إعدام شاملة في قصر الرحاب الملكي صبيحة ذلك اليوم الأغبر الذي فتحت فيه وبعده بوابات جهنم العراقية بعد أن انهارت الشرعية الدستورية على يد طغمة عسكرية خائنة نالت جزائها لاحقا من رب العباد، بعد الانقلاب الغادر خرجت جموع الأوغاد وهي منتشية بمناظر الدماء والأشلاء وحيث لم يتم الاكتفاء بإبادة العائلة الهاشمية المالكة في تكرار فظ لإبادة الإمام الحسين وأهل بيته في كربلاء قبل 1400 عام، بل برزت الوحشية والسادية بأبشع صورها حينما تم إيقاف سيارة الإسعاف التي تنقل جثث ملك العراق فيصل الثاني وأهل بيته رحمهم الله أجمعين والتقطوا جثة الوصي على العرش العراقي الشهيد عبد الإله بن الملك علي بن الحسين الهاشمي حيث ربطوها بالحبال وسحلوها في شوارع بغداد ثم علقوا أجزاء منها على إحدى بنايات العاصمة!! وبوشر بتقطيع الأوصال!! في مشاهد متوحشة لا نظير لها، وحدثت نفس الفظائع مع جثث أخرى لمسؤولين آخرين أبرزهم رئيس الوزراء وباني الجيش العراقي الشهيد نوري باشا السعيد وكذلك ابنه صباح وحيث قطعت جثثهم إربا لا بل إن أصابع نوري السعيد قد بترت وأرسلت كهدية للرئيس المصري جمال عبد الناصر الذي استهجن هذا الفعل المتوحش الخارج عن السياق الإنساني، لقد قام المصريون بانقلابهم على حكم الأسرة العلوية المصرية وودع الجيش بكل احترام وتقدير الملك الراحل فاروق الأول والأخير نحو منفاه الإيطالي دون أن تسفك قطرة دم واحدة!! أما في العراق فقد استولى الأوغاد وأبناء الشوارع على الساحات العامة ومناحي الحياة وفرضوا هياجهم وشبقهم الدموي وحيث تحولت حبال السحل منذ ذلك الحين لتكون القانون الذي يحكم العراق، ولتتعاقب أنظمة سياسية لا تعرف غير القمع الشامل وسيلة للحوار وفض الخلاف!!.